نصوص أدبية

دُعاء الحجر

زياد كامل السامرائيأفكّكُ شفرة البحر

فأنداح،

منذ السفن اليابسة

الموغلة بالثقوب..

أميّز سراب الرمل

فأنجرف،

منذ أوّل جسد ذاهب للمنفى..

أوزّع الأحلام جملة بعد جملة،

فتلتفّ النوافذ

حبائلا شاهقة للنشوة،

وأهذي..

فتشرب الرقصة، سخط النجوم مني

منذ أول سماء محفوفة بالمخاطر..

أتمادى في العصيان

من زعل الياسمين،

منذ أول قُبلة

اغتالها التأويل ببابي..

ومن العطش

أنشرح،

بقطرة ماء على وجه الأزهار المطمئنّة

فوق جلد النهارات،

منذ الأجنحة المشدودة

بأرض، لا تصلح سوى للغياب ..

فلمَ كل هذ الأبواب

أيتها المفاتيح،

جهتك ألاّ تمضي،

جهتك أن تنام قبل النوم

وأن تُصغي لقلبك المتسكّع،

في واحة الجنون.

لماذا كل عاشقة

زرعتْ في شفتيّ مأوى أغنية

وتركتْ سطور الصباح

في ثقوب الناي، سجينة؟

هو خريف مفتوح في دمي

وأيام لائذة بي

تخبأ لياليها،

لتقول ملء الحقائب:

إن الحبّ يخصّب الوقت

بالاعتراف.

سآخذ منها النهر والغيمات

وأزرعها في أقاصي العمر اليابس

وأقبّل النسرينة

التي حفظتْ طويلا

ظلال التين،

وأجمع ما ضاع من قمري الفضيّ

لدعاء الحجر..

ما التقينا في صباح الرمل

ولا انداحتْ مخاوفنا

من شفرة البحر.

***

زياد كامل السامرائي

 

في نصوص اليوم