نصوص أدبية

دم في آنية زهر

صالح البياتيللذين هووا للأرض ولكنهم ارتفعوا للسماء

في لازمان الصباحات الأبدية يتساقط لامكان المدن المنسية بلورات ثلج فاق جمالها كواكب الأفلاك البعيدة يتلبد الدم بين زنابق الماء وخصلات الشعر معجونا بالغار والملح كصفحات كتاب لم يفتح بعد ودم يطرز الأحرف وجراح نازفة تسجد بين الأسطر آثمة تختبئ النصال والرصاص الأحمق يحرق ذؤابات العشب تاركا دموعا في مهب الريح ينغرز الحديد في اللحم الطري يتوسد مكاناً بين العظم والعصب أو يتوارى خلسة في القلب في حد السيف رعشة برد في الدم دفء النار وبالرصاص طيش جنون وقرقعة أصوات في الظلمة وبمصابيح القمر ضوء ناعم ينساب كالحرير على جسد العروس يرسم بسمة كبيرة في ليلة الزفاف وابن أدم حين هوى للأرض كانت الملائكة نيام في السماء او سجود لله لم ترفع رؤوسها بعد بكت عليه وتضوعت روائح الجنة وصدحت الجراح وغنت الأسلحةً توارت إعتراها الوهن وعلاها الصدأ ركام في المتاحف كآبة وقذى في الأعين السنابل تحصدها المناجل فتزداد القاً تحت أشعة الشمس الرقاب تحزها السيوف فترتفع أهلة فوق المآذن وخشبة الصليب صهوة جواد تسنم ذروتها المسيح ينسكب الدم كالخمرة فيتحرر تموز من عالمه السفلي وترتفع راية الشهادة فوق ضريح الحسين وعلى ضفتي الدجلة ينفض الحلاج تراب رماده.

 

صالح البياتي

في نصوص اليوم