نصوص أدبية
نحنُ والسِّياسة
قال لها:
هذه السِّياسةُ،
لا أعرفُ أبجديَّتها
كأنَّها
أصواتُ موتى
أو ألغازٌ اسطوريَّة
أو كأنَّها امرأةٌ
تنامُ كلَّ يومٍ في فِراش
وتنثرُ خصائلَ شعرِها
على أجسادِ مئاتِ الرِّجال !
*
هذه السِّياسةُ - حين أُصغي إليها
لا أعرفُ ماذا يحدثُ في عمَّانَ
أو لبنانَ
إو مصرَ
أو العراقِ
او صنعاء !
*
أُحسُّ عصوراً من الأكاذيبِ والحيلِ
تتراكمُ في عقلي
أو تنهارُ على صدري
كأنَّها الصُّخور !
*
ما أصعبَ تلك اللُّغة التي
يصاغُ بها الخِطابُ
كأنَّها فيزياءُ السُّكونِ
أو كيمياءُ الصَّقيع !
*
السِّياسةُ هنا
حالةٌ قذرةٌ
أو حالةٌ مرضيَّةً
تشبهُ لحمَ ناقةٍ هزيلٍ
تُصيبُ العقولَ
بعسرِ الهضمِ
والعيونَ
بالنُّعاسِ الثَّقيل !
*
شمعةٌ واحدةٌ لا تكفي
فالطَّريقُ المُظلمُ
طويلٌ
والخلاصُ المُنتظَرُ
بعيد !
*
كأسٌ واحدةٌ لا تكفي
فالدَّمُ الذي تخمَّرَ منذُ أولِّ فتنةٍ
كالبترولِ المحروق !
*
القلوبُ صحراء
إلا من أشجارٍ يابسةٍ
في كلِّ قطرٍ
أو قبيلةٍ
أو دولةٍ
أو ضميرٍ
شجرةٌ
وكلُّ شجرةٍ
لا تطرحُ إلا الثَّمرَ المسموم
والغيومُ
التي تحجبُ الضُّوءَ
لا تشربُ السُّموم !
*
ليتني أبحرُ في اللاشعورِ
عكس الرَّيحِ
فالوعي المجنونُ
يأتيكَ من هناك
كأنَّه سُلَّمٌ شفَّاف
يرنو إلى السَّماءِ !
*
عفواً فيثاغورس
كلُّ العقولِ مائلةٌ
وكلُّ الخطوطِ متعرِّجةٌ
والخطُّ الواصلُ من أرضنا
إلى السَّماءِ
مقطوع !
***
د.عاطف الدرابسة