نصوص أدبية
الساكنون قبوراً قبل موتهم...
يــاغـابـَـة َ الـمــوت ِ والأوهــام ِ والألـَــم ِ
يـاخـيـبــة َ الصـبــر ِ والأنـســان ِ والقـلـم ِ
الـحُـزنُ يَـمْـتــَصُّ أنــفــاسـي وَيـأكُـلـُـنـي
حَــيــث الــبـــلادُ بـِـلا رأس ٍ ولا قــَـــدَم ِ
يَـمشي بـها عَـنْـكبوت ُ العُـهر ِ مُـحـتـكما ً
وَسْـط َ الخـراب ِ يَـحـوكُ الـلـيـلَ بالسَـقـم ِ
والـسـاكـنــون َ قــبــوراً قــبْل َ مَــوتِــهِـُم ُ
هُـمْ مِـن ضَحايا لصوص ِ النفـط والعَـلَـم ِ
الـروحُ تـبْـكي دَمـاً فـي قـبْـضَـة ِ الـعَــدَم ِ
والـحــاكـمــون خـُـرافــات ٌ مِـن الـتـُخــَم ِ
إن َّ الـعـــراق َ بــلا عَــقـــل ٍ ولا وطـــن ٍ
يمضـي كـسيـحاً معَ الأشـباح وهو ظـمـي
فـالجـوع ُ والـقتـلُ والـحـرمـان ُ يـَخـنـقـُهُ
والـبــرلـمـان ُ يــداوي الـجـرح َ بـالـوَرَم ِ
صـهْـيـونُ يـرقـصُ مـفـتـونا ً بما فـعـَلتْ
هــذي الــشـــراذمُ بـالإنــســان والـذمــم
بـالــوا على الـخُلـق والـتــاريـخ والـقِـيَـم ِ
ثــُمَّ استعانــوا لِـدفــع ِ الـــذلِّ بــالـعَـجَــم ِ
وَراحَ يـَـفـْـتـَــرسُ الأرواحَ مُــنــحــرف ٌ
يُــفـَـجّـــرُ الـمـوتَ بـالأطـفـالِ والـرحِــم ِ
كأنّ كـلَّ مَـخـــاض ِ الـحـقــد ِ في دَمِـــه ِ
سَــفـّـاحُ دِيــن ٍ بـه الـشـيـطـانُ لـمْ يَـنـَــم ِ
بــاعَ الـتــرابَ الى الـغربـــان والـرّمَـــم ِ
ثـمَّ اسْـتـباحَ مـلــوك َ الأرض ِ بـالـخـَـدَم ِ
مِن أيّ بـَطـن ٍ ومِن أيّ الـكــهوف ِ أتـَتْ
هذي الوحوشُ؟ وحوشُ الظـُلـْم ِ والظـُلـَم ِ
لمْ تـُبْـق ِ في الـرأس ِ أحلامـاً ولا أُفـُـقــاً
فـَأنـْجـَـبَ الـيــأسُ أجْـيــالا ً مِـن الـسَــأمِ
هـذي الـعَمـائـمُ والأحــزابُ قـد نـَهَـبـَـتْ
كـُلَّ الـوجـود ِ لِـمــاء ِ الـوجْـهِ والـهـِمَــم ِ
حـتى تـَكـاثـرَ كـُفــرُ الـروح مُنـتـشـــراً
بيـن َ الـشــوارع والـوديــان ِ والـقِــمَــم ِ
مـاذا فـعَـلتـُمْ..؟ لـقد ماتـتْ بـِكُـمْ مُـدُنـي
يـا نـُخـبَـة َ الـشــرِّ والأوْبــاش ِ والإزم ِ
إنـّي لأبْـكـي بـلا عَـيـنـيـن ِ مُـحْـتـَـرقـا ً
وفـي حَـشـايَ شـرايـيــن ٌ مـن الحُـمَــم ِ
تـلـْــكَ الـحِـبـالُ حَــرامٌ أنْ نـُـلـَـوّثـَـهــا
هـذي رقــاب ٌ بهـا الأوداجُ مـن وَصَـم ِ
إنّ الـقـَصـاصَ بـلا إحْــراقِــكـُمْ عَـلـَنـا ً
لا يـَسْـتـَقـيـمُ ولا يـشـفـي غـلـيـلَ دَمـي
***
شعر صالح الطائي