نصوص أدبية

من عِقْدِ الكلام سَقَطَ

محمد المهديمُسْرج كالرّيح،

تُسامِقُ الطّودَ..

تُلامِسُ أديم الأفق،

وفي يدكَ قَصفَة من أفلاك ونجوم .

يَمضي ماضيكَ،

حَسيرا وجريحا .

بالذكريات مُثقلٌ كأحلام العشاق.

ويأبى حاضركَ الحضورَ ..

بين الأمس والآتي عَوان،

قد أعجبه السّديم ..

وكلما راحت الرّيح،

وأسلمَت مفاتيح الفجر،

إلى طلاىع الربيع،

تهاوى إلاهُكَ خلف المساءات الكليلة ..

يُواري سوءة الزّمن المُتّشِحِ بالعروبة،

ويُرَتّقُ ما تَفَتَّقَ من مَتْن الحكاية،

وما سَقَطَ  من عِقْدِ الكلام .

وإذا ما هَلّ الهَجيرُ،

و أَوْقَدَ نارَ الفتنة،

وسَرى في أوصالِه شَغَفُ الدّم الأحمر،

نزعَتْ أمّي عن الكلام سناء البوح،

ولَوّحت بمنديلها في وجه الطّوفان .

وأسمَعَتْ صُراخَها الهامات المَوات..

لعلّ أجداثَ الغابرين تَهْوي إلى خَرابنا.

وتشهَدُ على نَسل الخريف ..

ثم تُغادرنا وقد ضَيّعْنا مَضَارِبَنا،

وأحرقنا مُروءتنا،

وَأَوْدَعْنا تاريخنا مزابل الغابرين .

***

محمد المهدي - المغرب

 

في نصوص اليوم