نصوص أدبية

أضغاثُ أحلامْ

جمال امحاولأحلامي

في غبشِ الصباحِ تأتيني

حبلى بصورٍ محبوكَة...

تُطلُّ من أفقٍ تشبه أفواهاً ضحوكَة...

تمتد ألسنتها

لتشربَ من بحرِ السرابْ

ولا تكادُ ترتوي

حتى تقيء من جوفها أسماكا منهوكَة...

تشبه إلى حدٍّ كبيرٍ

أنيابَ فيلٍ متروكَة...

أحلامي

قسمٌ منْ أجزاءِ نخلةٍ مُطوَّقَة...

تتساقط عليَّ رُطَبًا

فيحتملُ نومي أضغاثًا، أرَقًا...

أعتدلُ قائمًا

آخذُ دورةً كاملةً على

أطرافِ جسمي الملتصقَة...

أستعدُّ لحلمي آتٍ

داخلَ أحلامي الممزقَة...

أُكوِّنُ أشباحًا

منْ أقنعةِ الفزّاعاتِ

لِأُرْهبَ خيولَ الأوهامْ ،

في أحلامي أضغاثُ أحلامْ،

ليستْ معطّرة مُنمّقَة...

حلُمتُ في غبشِ الصباحْ

بواقعِ وطنٍ

لا تسوسُه الأشباحْ...

ولا رؤوسُ الشياطين

ولا مجالسُ الأرواحْ...

وطن قُدَّ منْ دُبُرٍ

لا منْ قُبُلْ...

يَودُّ الصعودَ للجبالْ

ويكرهُ القيدَ والحبالْ

ينشدُ حريةً بفتوى الطيرِ والخبزِ

لا بما تَحيكُه الغواني في المُحالْ....

وطنٌ، ما ضاقتْ به الدنيا

بما رحبتْ...

وصحصحتْ وغلقتِ الأقفالْ...

حتى شهِدَ شاهدٌ من وراء

القضبانْ...

وصحتُ منَ المنامِ

لتجدني بين يَدَيِ السجانْ...

***

جمال امْحاول - مدريد

 

في نصوص اليوم