نصوص أدبية

نداء الكبرياء

آلاء محمودأشتهي فيك يا وطني

أن أشم رائحة العصور

رائحة الحديث المخبأ في الصدور

أشتهي مواسم الأثمار والزهور

وصوت النواعير حين تدور وتدور

يا وطن النخيل

يا بلد الانبياء

سألت عنك القادمين

مشيتُ في دروب المتعبين

سمعت طفلة تنادي أختها

هلّمي، ها هنا برُّ أمان

تقاطر الناس سراعاً نحوها

يتهامسون

برُّ أمان

هنا برُّ أمان

فأذا بِهم أمام طفلة تفترش الرصيف

تُناجي طيف أختها بهيام

تشدو لها بصوت كهديل الحمام

هكذا الحال غدا في بلد السلام

ومضى الجمع يردد في ذهول

يا وطن الآلام

تعبنا من رياح البين فيك

نضحك للفجر

والفرحة في أعماقنا تغور

كل حزن فيك يفيض كالبحور

وطواحين الشّر تدور

في مقلتيك

تواعدت كل الفصول

كالغد المجهول

كارواح السكارى

تُرعدُ فتنتفضُ القبور

أعوام فيك مضت

أنتظرنا فجراً يرفل بالضياء

رجونا أن يغدو للذكرى صوت غناء

تناسينا عمراً ضاع في همّ وشقاء

وأذا الآمال تهوي في ضياع

ثم عدنا غرباء

أيقينا ما نراه ؟ أم محض هُراء

بعد الف ليلة وليلة

يذوي العشق فيكِ يا بغداد

وقد كان شمعة دون إنطفاء

يا للظلم

وأد الفرحة في قلوب الشرفاء

يا وطني

أشتهي فيك نداء الكبرياء

وسلاماً يُنشده القلب لحن رجاء

أهواك يا وطني

تراباً كنتَ أم نجما في سماء ..

***

آلاء محمود

 

في نصوص اليوم