نصوص أدبية

حين التقينا

حسين حسن التلسينيحين التقينا في سَمَا بَرَدى

ذِكْرُ الخُزامى في الغنا وَرَدَا(1)

وَطَوى النسيمُ فراشهُ وَصَحَا

وغدا الفراق وليمة

لجحيم أنياب الرحى

والبدر عاد إلى بياض مدارهِ

والشِّعْر غنى وارتدى ثوبَ الضُّحى

والليلُ عطَّرنا

بقصائد الغزلِ

والنَّحلُ دثَّرنا

بعباءةِ العسلِ

والفلُّ سامَرَنا

في خيمةِ الأملِ

واللوزُ حاورنا

بحلاوةِ القُبلِ

والجوزُ أكرمنا

بحَمامةِ الجبلِ

والحُبُّ أمطرنا

بثمارهِ الجبليِّ حاصرنا

ورأى السعادة حين جاورنا

**

بلقائنا الحُبُّ ارتوى من حُبنا

وغدا اسمهُ نغماً جميلا

وسراجهُ في الليل ضاء طويلا

أمسى رقيق القلب أكثرْ

وسنابلاً في الدرب أكثرْ

وَمُتيماً بالحُبِّ أكثرْ

بل صار قلباً عاشقاً

في كُلِّ سُوقٍ للنساءِ لهُ كمينُ

كمينهُ دُكَّانُ عَطَّارِ

ونشيدُ أطيارِ

وحنينُ أوتارِ

وبلادُ كُحْلٍ من أكُفِّ بلالِ(2)

وأساورٌ وقلائدٌ وخواتمٌ

وثيابُ عُرْسٍ خاطها كَفُّ الهلالِ

وحدائقٌ ظلتْ تصافحُ ليلة العرسانِ بالحناءِ

بهَلاهِلِ الصَّدَّاحِ

بالياسمينِ بخافقِ المصباحِ

بمنارة الحدباءِ بالنافورةِ الحسناءِ

***

شعر : حسين حسن التلسيني

......................

(1) الخزامى: نبتٌ زهرهُ من أطيب الأزهار .

(2) بلال: هو الصحابي الجليل بلال الحبشي رضي الله عنه.

(3) عراق الشعراء والشهداء / مدينة الحدباء (31  2 2008)

 

في نصوص اليوم