تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

ذاكرةُ النملِ

قحطان محبوب مندويلإبطالِ ثورة تشرينَ وشهدائِها الشُجعان

قال الفردوسي:

"لا تقتل نملة حاملةً ذرةَ قَمح

الحياةُ جميلةٌ حتى للنملةِ "

***

صَوتٌ في البريةِ

الحقُ والزمان

سيدحُران

الساسَةُ العميان

من وسخوا الحياة

وسرقوا الخبزة والعزة والإحسان

ولطخوا جَبينَ هذا الوطنِ النازفِ والمقهور 

بالحقدِ والبُهتان

الساسَةُ الجُرذان قد قتلوا أبنائنا

وقوظوا آمالنا

وأشعلوا في دمِنا

الغيضَ والنيران

**

المستهترون

أيها المستهترين القتلة

انظروا ماذا فعلتم لبلادي

بعد ما هَجرتُموني للمنافي

ليسَ لي أهلٌ ولا مُلكٌ سوى هذي القوافي

إنما كلُ بلادِ الكونِ لم توسِع حذائي

وتنكرتُ لكم منكم برأت

يا جُناةً جَهلة

وسَأطمى

حسبَ ربي ما خلقني

أين من خالفَ يوماً أجله؟

إنما من ثقلِ العفرِ على شلوِ رفاتي

من ظلامِ القبر من هولِ سُباتي

سوف أرنو لنشيجِ الجائعين

ونحيبِ الثاكلاتِ

واجدكم

مثلما عُشتم

قروداً سفله

خدماً تبقون للغازينَ والأحقادِ والكُرهِ الدفين

ياجيافا...حُثله 

١٣-٦-٩٦

*من وطن الدموع، دار الكنوز الأدبية، ١٩٩٦

**

 الهلفوت

لا يمنعُ الغربالُ نورَ الشمس

ولا سقوط َ الصخرِ عشُ عَنكبوت

مهما بَطشتَ وأرقتَ من دمِ الشبابِ يا هَلفوت

سيقتفى خُطاكَ جَيشُ النمل

وتنتهي قمامةٌ أو فأرةٌ في نَفقِ التاريخ

وعرشكُ التابوت

 

ذاكرةُ الأطفالِ لا ترحم

ما ظلَ النملُ طريقه

حبلُ الموتِ كَعُمرِ الطاغوتِ قصيرٌ

سبح للرحمانِ أو الشيطان

 زكي صُومَ وصَلي

سَتظلَ سَليلَ الؤدِ وعَبداً للأوثان

ويَداك مُلطختان

بدماءِ صَبايا

ما عَلكوا غيرَ القهرِ ولا شَرِبوا غَيرَ الحرمان

داعينَ الى وطنٍ حُرٍ ورغيفِ العيش

**

أهنئتَ بنومِك؟

أنعمتَ بزادِك بعدَ القتل؟

هل قبلت يدي سيدِ نعمتِك اليوم؟

حَكُم عقلكَ ...إيمانكَ ...إن كان لديكَ ضَميرٌ

لو تسمع صَرَخاتِ الناموس

لتعلمت فداءَ بلادِك ...حبَ بنيهِ، ونَخلهِ

يا معتوه

ساقكَ في لَحدٍ والأخرى غَارقةْ بدماءِ الأبرار

الصوتُ الهادرُ في البريةِ يصرخُ

القاتلُ يُقتل

والجاني لا تستقبلهُ الجناتُ ولا الحانات

يومُك أقصرُ من ظلِكَ يا ظالم

لا بابٌ يُفتحُ في وجهكَ غيرَ جَهنم

إن كنتَ نسيتَ الحبلَ؟

زُر مَكتبَ صَاحبِك المُتغابي

وشقيقِ اللص*

مهلاً يا سيدَ عُرشٍ مَسروقٍ من سَفاح

لا مغفرةٌ بعدَ اليوم

بوتقةُ الصهرِ ستغلي أكثرَ ويفوحُ العطنُ

وتجيءُ جُيوشُ النملِ

حانقة

كي تَمحُقَ عَينيك

لدماءِ الشهداء

ثأرٌ وعويلٌ ونداء

لا يسمعهُ الطرشانُ

ولا الجرذان

ليس بقبرِكَ بعدَ الشنقِ ضِياء

حين تراجعُ في حِلكتِه

أحقادَك أوهامَك

ودسائسَ مَكرٍ وخِداع

يامن سفهتَ العيشَ ورخصتَ الموت

 يا عبدا للداعرِ والدجالِ ومن أهداكَ العرشَ الملعون؟

سفاحٌ أنتَ وحراسُك أقذرُ منك

**

الثورةُ بدأت

والنملُ قريباً آتٍ

لملم أشلاءَك لا تنسى تُربَتَكَ العطرة

وسِجادَتك القُم

عُد مِن حيثُ أتيت

لستَ الاهَ زمانِك

سُحِقَ الأقوى والأمكرُ

صارَ "كعصفٍ مأكولٍ" 

اقتل ما شئت وماطل، اطغي واثمل بدماءِ ضَحاياك

سَيحزُ الحبلُ وريدَكَ

والنملُ يزورُكَ مَسرورا

يا أرخصَ من صرصور

**

اليومَ في التحرير

نستصرخُ الضمائرَ المعطبة

ونندبُ الشهيد

وفي غدٍ

سنشتكي عند أبي الحُسين:

"نقولُ يا سيدَنا هل ترتضي ما فعلَ الاوباشُ بنا؟

ونحنُ بنوكَ واحفادُك

قتلونا لكنا ما مُتنا 

سَرقوا خُبزتنا...عِزتنا

فزعوا الشرَ علينا

وأرادو منا خلعَ ظمائرنا كي يرتضينا ويسوسُ بنا***

السافلُ والأفاك

وعلمتنا أنتَ أن لا نُظامُ ولا نرتضي ذِلةً وخِنوع."

بعدَ غدٍ سَنحملُ الفؤسَ والهراوى

 ف"أبا هندٍ لا تعجل"

وها نحن في دربنا سائرين

فأما الى عيشةٍ حرةٍ وشعبٍ سعيد

على عهدِنا صَامدين

واما الى حتفِنا خَالدين

***

قحطان محبوب مندوي

...........................

* جزء من البيت هنا كتب بإيحاء من قصيدة "هل فات الأوان" لصديقي الحميم الشاعر هاتف جنابي: إذا دخلت بيتنا، الرويسم، ٢٠١٢ ص ١١٩

 

في نصوص اليوم