نصوص أدبية

مايا تعانق ظلَّ ليلي باكياً!

ياسين الرزوقمايا تعانق ظلَّ ليلي باكياً

قبل الدموع و بعدها

أبكي أنا

لا تعصف الأيَّام بي برجولةٍ قد ضيَّعت دمعاتها

فرجولةُ تبكي أحبُّ إلى الحقيقة من أكاذيب الورى

خُذْ في حقائب وحدةٍ أمساً يعاند حاضراً

ثمَّ استعدْ صرخاتك الأولى هنا 

بترابك المدمى تعفَّرْ و استجبْ

ثمَّ انتظرْ وجع الدعاء مصلّياً

لا تأبه الصلبان بي و بأمَّةٍ سكنتْ بنا صلواتها !

خُذ من فؤادك نبضه العالي و عُدْ مستصرخاً

هذا الهلال  يموتُ دوماً ثائراً  !

بين المآذن و النواقيس التي دقَّتْ نرى دمع الثرى

أبكي أنا

مايا تصالح صرختي في الصمت يا غيب الصدى

مايا تعاند غربتي كي لا يزول الحبُّ في هذا المدى ..

وعلى ضفائر شعرها يفنى الفنا

فهي الحياة لمن تغنَّى مدركاً لا لاحنا

وهي الصلاة لمن تجلّى موقنا

وهي الفؤاد لِمَنْ تعالى مؤمنا

وهي الضمير لمنْ تسامى حامياً لا طاعنا !

مستقبلُ المَنْسيِّ بالذكرى يفتِّشُ عن تفاصيل المسا

أبكي أنا

ويضيع ظلِّيَ صامتاً

فأحدِّثُ النسيان عن طلعاته

يبكي معي

تطفو على الماضي غرائب حاضرٍ في المنحنى

هل ننحني؟!

يتساءل الأحفاد و الأبناء و الآباء عن أجدادهم؟!

هل ننحني؟!

فأسائل الأزمان هل هذا أنا؟!

أبكي أنا !

وأغادر النسيان وحدي تائهاً

يا ظلّيَ المقتول لا تعبثْ بِتُربةِ عيشك المدمى تَزِدْ غرس الجياع مواجعا!

فالعشق قام كواحدٍ  كي يعبر الثالوث في دنيا المحال مربَّعا!

***

بقلم الشاعر

ياسين عبد الكريم الرزوق "زيوس"

سورية حماة

 

في نصوص اليوم