نصوص أدبية

إيقاعٌ ونبضٌ

احمد الحليكلُّ خيولِ العالمِ

أخذت تحمحِمُ وتصهلُ

وتضربُ الأرضَ بحوافرِها

لصهيلِ حصانِ جواد سليم

2

قالت الأرضُ : لقد ارتشفتُ

ما يكفي من دماءِ الشبّانِ الصِغار

ولم أعد بحاجةٍ إلى قرابينَ أخرى

3

سأُعطي الشمسَ استراحةً

وأرفعُكِ مَكانَها

وأمنحُ القمرَ إجازةً

وأدورُ حولَك

4

واعلمْ ، يارعاكَ اللهُ

أنّ الدمَ المسفوحَ

سيُبعثرُ الممالكَ والعروشَ

ذاتَ صُبحٍ آتي

5

مكانٌ واحدٌ في بغدادَ

يتشظى إلى أمكنةٍ

تتجمّعُ فيها أفئدةُ العراقيين

فيُصغي العالمُ لإيقاعِ النبض

6

ترمقُ رقبةَ الجزّارِ بنهمٍ

وهو يحزّ بها الرقاب

السكين

7

يلتقِطُ البحرُ صرخاتِ الغرقى

يُعبّئها في قارورةٍ

كلما اعترته كآبةٌ فتحها

ووضع أذنيه عندَ سَدّادتِها

8

حزني سنديانةٌ عالية

تزدادُ اوراقُها اخضراراً

يوماً بعد يوم

فرحي نبتةٌ هزيلة

نمت بين صخرتين

9

يتوجّبُ على الشجرة المنهكة

أن تستدعي الريحَ العاصفةَ

لكي تنفضَ عنها أوراقَها الصفرَ

بانتظارِ قدوم الربيع

10

تُرممُ يدُكِ

ما فيَّ تهدّم

11

ليسَ لديهِ مَخالبُ ليبطِشَ بها

ذيلُهُ يفي بالغرضِ وزيادة

الكنغر

12

تستشعِرُ الخطرَ المُحدِقَ بها

فتهرَبُ من السفينة

الفئران

13

كلامٌ كثيرٌ يطرقُ أذنيكِ

ويتلاشى مثلَ غيمةٍ عابرة

غيرَ أني أريدُ لكلماتي أن تعبرَ

عتبةَ الأذنِ إلى باحةِ القلب

....................

أحمد الحلي

 

في نصوص اليوم