نصوص أدبية

باب الليل

عبد اللطيف الصافيوأنا أطرق باب الليل

في منتصف الشهوة

طرقا خفيفا

كانت النوافذ

معلقة خارج أسوار الفندق

الرياح تطل من جهة البحر

تشرب ما تبقى من نزيف الاشجار

وتجفف الشوارع من دمع السكارى

ومن مراسيم احتضار النهار

أطرق باب الليل مرة أخرى

بعد منتصف الشهوة بقليل

طرقا عنيفا

يأتيني صوت من قعر سحيق

ينزف كالكلب المسعور

عد إلى سربك

وامتط حلما كالبقية

لا تنتهك حرمة الليل

فالليل لا يجيب العابرين إلا في أحلامهم

عندما يضخون الحكايات من مخيلاتهم

ويسرفون في سرد التفاصيل

عن رحلة الرمل في صحراء القلب

أطرق باب الليل هذه المرة

بعد انطفاء الشهوة تماما

تسقط النجوم من أجفان السماء

ترتطم بالأسفلت الأسود

الممتلىء بالنار والحديد

ينفتح باب الليل

ومنه أدخل إلى أعماق قلبي

حيث تشرق الشمس من جديد

***

عبد اللطيف الصافي- الدار البيضاء/المغرب

 

في نصوص اليوم