نصوص أدبية

مَرثية السِدرة القتيلة

احمد الحلييقِفُ الفصحاءُ عاجزينَ

أمامَ بلاغةِ وردة

 

أدركَ أخيراً أنها سُكرةُ الموتِ

هذهِ التي تنتابُهُ الآنَ

لم يشأ ان يُخبرَ شريكَهُ في الغرفةِ

بمركز إيواء المسنينَ

مدّ يدَهُ إلى مُنبّهِ الساعةِ فأوقفهُ

ثم أغمض عينيه ومات

 

دمعةٌ

اغرورقت بها عينُ العاشقِ

فصارت بنفسجةً

وأخرى

سقطت من عينِ التمساح

فصارت مجلسَ النواب العراقي

 

تُضيءُ الأحرفُ

التي يُدوّنها التأريخُ في مفكّرتِهِ

حينَ يكونُ مِدادُها مكتوباً بلونٍ أحمر

 **

مرثية السِدرة القتيلة

وا أسفاهُ

على شجرةِ بيتِنا العتيقةِ

هجرتها عصافيرُها والعنادلْ

استوطنتها الغربانُ

وانهالت على أغصانٍها فؤوسٌ ومعاولْ

 

وا لهفي على سِدرةِ بيتِنا القتيلة

طالما كنا بظلالِها نحتمي

من حرّ الصيفِ اللاهبِ

كأننا في خميلة

 

وا لهفي على أرجوحةٍ بها مُعلّقةٍ

ونحنُ بعدُ لم ندخلْ طورَ الشبابْ

فتطيرُ بنا وبآمالِنا حتى حدودِ السحابْ

 

وا لَهفي على فاختةٍ فوقَها

سقطَ فرخٌ لها من العشِّ

ذاتَ يومٍ ، فظلّت تحومُ وتهدِلُ

حتّى أوصلناهُ لها

 

وا لَهفي على حِبٍّ لنا

مَنصوبٍ عندَ جِذعِها

نشربُ منهُ الماءَ فنرتوي

كأننا نرشفُ من نبعِها

***

أحمد الحلي

 

في نصوص اليوم