تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

صادق السامرائي: بريد الدهر!!

بَريدُ الدَهْرِ منْ بَلدي أتانا

رَسائلهُ تُحرّرُها رؤانا

*

سَفينةُ خَلقها مَخَرتْ عِباباً

مُباركةً مُجدّدةً كِيانا

*

بلادُ الكوْنِ مِنْ ماءٍ تَنامَتْ

ومِنْ طينٍ لصانِعهِ اسْتكانا

*

رؤوسٌ عَنْ أيادٍ ما اسْتعاضَتْ

تُعالجُ مِحْنةً وَرَدَتْ مَكانا

*

بها دُررٌ مِنَ الألواحِ دامَتْ

تُحدّثنا بما فَعَلتْ قِوانا

*

سَلامٌ يا فؤادَ الروحِ مِنّا

نُحَمِلهُ التَحايا والأمانا

*

فهلْ سَرقَ التليدَ بها غَريبٌ

وهلْ تاهَتْ برَمْضاءٍ خُطانا

*

وحبلُ الوصلِ مقطوعٌ بحَيفٍ

كأنّ وجودَنا حُلمٌ تَفانى

*

وما خُلِقتْ حَضاراتٌ ومَجْدٌ

وأيّامٌ بها زمَنٌ رَعانا

*

إليها يا رُبى الأمْجاد إنّا

سَنُعليَ صَرْحَها عَلماً مُصانا

*

بفَجْرٍ عاشَ للتأريخِ نبْضاً

تَيقّظَ كلنا وغَفى سِوانا

*

أصيلٌ مِنْ بديعاتِ المَعاني

يُسطّرُ خالداً وبَنى عُلانا

*

عُبَيْدٌ قَبْلها إنّا سُرِرْنا

بأمّ السامِقاتِ على رُبانا

*

مَعالِمُها بها الدُنيا تَباهَتْ

برَوْعَتِها إذا بَرَزتْ تَرانا

*

تُحَدّثنا مَواطِنُها بفَخْرٍ

وتَمْنَحُنا مِنَ العلياءِ شانا

*

بها قومٌ تَسامَتْ في سَماءٍ

وأطعَمَها التَعزّزُ افْتِتانا

*

تَباريحٌ إذا وفدَتْ تلاحَتْ

وعانَتْ في مَرابعِها امْتهانا

*

ألا رَفضَتْ عيونُ المَجْدِ غَمْضاً

تُحدّقُ عاليا لترى العَنانا

*

عراقٌ قائدُ الدُنيا لنورٍ

بقانونٍ ومَدرسةٍ حَدانا

*

وتَدْوينٍ يُسطّرُ ما فَعلنا

فيمْنحُنا التعلمُ مُهْتدانا

*

على طرُقٍ إلى العلياءِ سِرْنا

وإنّ بَعيدَها مِنّا تَدانى

*

إذا اعْتصَمَتْ قلوبُ القومِ فيها

بحَبلِ الوَصْلِ أبْهَرتِ الزَمانا

*

بلادُ العُربِ يا وطنَ انْبثاقٍ

وإنْسانٍ يُبادلها امْتنانا

*

ظلالٌ في كهوفِ الصَمْتِ شادَتْ

عَوالمَ رؤيةٍ دَحَضَتْ مُدانا

*

بَلغنا ذروةَ الأكوانِ عِلماً

بأبْراجٍ تباركُ إقترانا

*

على قِمَمٍ من الإشراقِ كنا

بأرْواحٍ تُساقيها دِمانا

*

وطفنا قرب مَحفوفٍ بإلاّ

بُراقُ وجودِنا أبْدى سِمانا

*

ودُمْنا فوقَ إشراقٍ تَسامى

بإيمانٍ يُبادلنا ضمانا

*

فخُذْ رُسلاً رسائلهمْ وصايا

إلى أبَدٍ وما بَصَرَتْ أوانا

*

تِلالُ مَسيرةٍ فيها كنوزٌ

تَلائدُ نَهْضَةٍ سَبَقتْ صِوانا

***

د. صادق السامرائي

في نصوص اليوم