نصوص أدبية

الصدى ال م ك س ور

قدور رحمانيأنا مُقْبِل من مقلتيكْ ..

في ظلك القاني أُغمِّس قامتي ..

تمتد من كفي

ومن شفتي المجامر والبلابل

والعصور المقمرهْ..

لكن منحدراتِ وقتي

ساعةٌ مائيةٌ والجو جارحْ..

كم مرّ سرب

فوق أهدابي فغطاني الحريـرُ

وسافرتْ

أسراب برق داخلي

فتشكلت ذاتي عيونا للحَصَى...

أمشي على أنياب ناري حافيا ..

يمتصني

ملح اليبوسة لاهثا

خلفي

وأسنان السلاسل في الوريد زحامُ ..

ذاتي

كرائحة الرماد يعـبُّها

أفق على كتفي

وآخرُكالفجيعة عائم

في داخلي وظلامُ ..

والحاضرون الغائبون الرائحون القادمون

جميعهم

سكروا على قبري النحيل وهاموا

بين العشائر والضياع

وأعلنوا

أن التعري لليهود عباءة وسلامُ ..

حلوا سؤال الأرض

ثم تقوّسوا

و على الرقاب تبوَّل الحاخامُ .....

يا أيها المستنسخون

من الخطيئة والخطأْ ..

يا داء فقدان الفحولة والمناعةِ

ألفَ شكر

يا رقاب الرقِّ

في فك السلاسل والصدأْ..

ما ذا أسميكم ؟

فمي

ذرات صمت في عويل زوابعي ..

إني أفتش

في التراب وفي الهواءْ

عن بيت شعر جاهليْ

عن همزة

للقطع أطعنكم بـها ..

عن غُرَّةٍ

في وجه مُهر مقمر

أستلُّ

منها غفوة مائية

ترتاح

فيها ساعةً صفصافةٌ للكبرياءْ ..

فاضت يدي ..

رعفت بنفسجة مراهقة

وأجهش كوكب ..

إني أفتش في النهار عن النهارْ

أنا أكره المبنـيَّ للمجهول

والقُبَلَ التي

من خلفها الأنياب تعوي والدماءْ

كخناجر

مزروعة تحت الرداءْ ...

يا أيها الكهان

قالت قامة

كانت تغطي بالحشائش أعظمي :

 أضلاعنا حولتموها

كالسلالم تحت ضغط نعالكم ..

وجلودنا فصلتموها منشفهْ

ودماؤنا

عبَّأتموها في زجاج دموعنا

خمرا

تدار على الموائد في الليالي المقرفهْ ..

شكرا لكم

لم تتركوا لي غيرَ أحرف علة

دكناءَ

تزحف كالرماد على حنين الـمَبْسِـمِ

وعرائسُ الرمّان ملأى

بانتظاري وانتشاري في انفتاق الموسمِ ..

إني أُعبر بالصدى المكسور

في قلبي وفي قفر النوى ..

لغتي مساميرٌ تلوتْ في فمي

وفتوح حلمي

عوسج

يصفرُّ في مرآة دمعي والدمِ ..

كرزٌ على الجدران

 يشهق في شراييني كمنـزلق المغارب منذ غادرني اشتعال العندليبِ

ونجمة كانت

تسرّحني صلاةً للفضاءْ

 

وتُـعد

من نعناع نبضي شرفة

تمتد

من قلبي إلى عرس الفناءْ ..

من أين يأتيني الشفاءْ ؟

هربتْ عناصر تربتي مني

وأنحائي القريبة والبعيدة

 في الضباب تشابـهت فتشابكتْ

 وبقيت متسعا

معي

وحدي كرائحة السماءْ ...

**

ماذا أقول إذا لم تستطع لغتي

أن تحتوِيْ

جرحَها المفتوحَ في شفتي

والقلبُ يحضُن كالقنديل جـمرتَه

و نارُه

أعشبتْ في كل زاويـةِ

 أنا القيامة قد أطعمتها شهُبا

من قامتي

 وخيوطُ البرق أوردتي

سأسحق البَر وحدي ثم أنسفه

 

لا برَّ بعدي

إذا أشعلتُ عاصفتي

يا جارة القلب والعينين مغفرةً

ما كنت

أملك إلا نزْف أخيلتي

أسراب عينيك تؤذيني ويجرحني

صحو

ت ق ا ط ر أ س ي ا ف ا على رئتي

أعُد فيك جروحي والمدى شفق

فيملأ الشجر المذبوح حَـنجرتي

إذا ذكرتك في سري وفي علني

ت ن ا ث ر البرق والياقوت من شفتي

أموت منتصبا

أَرضي على كتفي

ليكتبَ الموت فوق الشمس: "لم يمتِ"

 **

شعر: قدور رحماني / الجزائر

 

 

في نصوص اليوم