نصوص أدبية

عواصم تستحم في رغوة الليل

عبد اللطيف الصافيمن شرفات أقفاصهم

المكتظة بالحزن

والانتظار

يدسون أياديهم في جيوبهم

يراقبون الصمت

يركض وحيدا في الشوارع الباردة

و خلفهم

أزيز الطائرات الورقية

يتلاشى وسط ضحكات الأطفال

أياديهم  المرتعشة

تلوح للريح كي تجرف في طريقها

هذا العابر الخفي

الذي يمر ثقيلا فوق أحلامهم

يجردهم من حريات تكرست بالدم

والقهر

وتاريخ طويل من الثورات

لكن الريح التي تسقي ارواحهم

تطأطأ رأسها ولا تجيب

هم هنا في أقفاصهم

يتبادلون التحايا الصباحية عن بعد

يحتسون دهشة العزلة

بحذر شديد

يقاومون الملل بسرد الذكريات

واللعب بالكلمات

يتابعون حيرة العواصم

التي تستحم في رغوة الليل عارية

بعد أن أطفأت أنوارها

وأقفلت نوافذها

لم تعد تطل على هدير البحر

أو ترقص مع الحوريات

حول فناجين القهوة الدافئة

والنبيذ المعتق

كل العواصم ترتجف من وجل القلب

تقدم شيخوختها

على رحى موت بلا رحمة

بلا صلاة

من شرفات أقفاصهم

يجددون صلاتهم بالحب

و بالأمل.

  ***

  عبد اللطيف الصافي-كلميم /المغرب

 

في نصوص اليوم