نصوص أدبية
غيمة الرؤيا
الإهداء إلى الشاعر: يحيى السماوي،
رهين الدارين
من غيمةِ الرُّؤيا ألوّنُ أحرفي
وأُعطّرُ المعنى بحسّي المُرهَفِ
وبسدرةِ الإيحاءِ أنسجُ جملةً
وأُشكّلُ التركيبَ مِنْ هُدبي الغفي
لتحلّقَ الألفاظُ في صدرِ المدى
لحناً تموسقَ من رنيمٍ مُعْزَفِ
وأمنطقُ الكلماتِ في أوزانِها
لوْ تعقلُ الأشعارُ حدَّ تفلسفي
لأطيرَ بالأفكارِ رغمَ قيودِها
هلْ يمنعُ السَّجَّانُ نوراً معرفي؟!
وأنا القصيدةُ ملَّكتْني أمرَها
فبأي آلاءِ القوافي أكتفي
كالماءِ تأتيكَ الحروفُ تدفّقاً
وأرى البحورَ جرتْ بدونِ تكلُّفِ
فإذا نطقْتَ القولَ صيغَ قلائداً
فكأنَّما أتلو بسورةِ مُصحَفِ
كمْ شنشلَتْ أنثى بشعركَ خصرَها
وتعتَّقَ العنقودُ لمّا يُقطف ِ
خشعَتْ لهُ الأطيارُ صادحةً بهِ
وشدتْ بهِ أفواهُ مَنْ لمْ تَعرفِ
فكأنَّما الشعرُ الجنونُ مُحلّقاً
متنَ الخيالِ بكلّ لونٍ مُترفِ
كيما أزفَّ إلى القصيدةِ تاجَها
وأعسِّلُ الكأسَ الشَّهيَ لمرشف
فإذا القصيدةُ منْ مباهجِ هدبِها
شعَّتْ ببرقٍ جمرُهُ لا ينطفي
وإذا القوافي ينتظمْنَ قصيدةً
عذراءَ ماسَتْ في قُديدٍ أهيفِ
شعَّتْ صباها عنْ مفاتنِ عُريها
وإذا بكاملِ بحرِها خلي الوفي
فإذا أزحْتَ السّترَ عنْ محجوبِها
قطعَتْ أصابعَها نساءُ اليوسُفِ
سبحانَ منْ سوَّى النساءَ غوايةً
برياحهنَ أملْنَ سمتَ تعفّفي
وإذا الحقيقة لم تُعرّي جرحَها
بئسَ الدّواءُ وتعسَ حظُّ المُسعف ِ
لكنَّها الدُّنيا تُعلّي ذي خنى
وتحطُّ مِنْ شأنِ العزيزِ الأشرفِ
وأنا المُغنّي كيفَ أنكرني الصَّدى
وأنا المُجلّي في كشوفِ تصوّفي!
وإليكَ أرسلُها مُعتَّقةَ الندى
وعسى أبا " الشيماء" ليسَ المنتفي
قدرُ النَّوارسِ أنْ تغادرَ بحرَها
وأنا وحظّي كالتَّوازي والنّفي
أو أنَّنا القوسُ المؤجّلُ رميهُ
لوْ كانَ يدري علَّةَ المُتلهّفِ!
وكأنَّما أسطورةٌ بحظوظِنا
كالغولِ والعنقاءِ والخلّ الوفي
فأنا برغمِ السّجنِ لي حُرّيتي
برؤى الخيالِ وحدسِ وعيي المَعرفي
***
شعر د. وليد العرفي
