نصوص أدبية

عبد الناصرعليوي: ذكرى احتلال بغداد

عـــادَ الـمـغـولُ إلـيـك يـا بـغدادُ

بـكـتِ الـعـيونُ وذابــتِ الأكـبادُ

*

يــومٌ عـلى كـلِّ الـكرامِ مـزلزلٌ

فـرحَ الـحثالةُ وانـتشى الأوغادُ

*

والـعـلقميُّ تـوسَّـعتْ أشـداقُه

كُـشِـفَ الـلثامُ لـتظهرَ الأحـقادُ

*

صُـفْرُ الـوجوهِ قـديمةٌ أحقادُهم

فـالحقدُ قـد أوصـى به الأجدادُ

*

و الغدرُ شيمتُهم وليس بعارضٍ

هــذا هــو الـتـاريخُ حـيثُ يـعادُ

*

لـكـنّ هــارونَ الـرشـيد مـكـابرٌ

مـافادَ فـي بـعضِ الأمـورِ عـنادُ

*

هل يُرتجى عندَ اللئامِ سماحةٌ

فـالـجمرُ جـمـرٌ لــو عـلاه رمـادُ

*

إنْ غـرَّكم جـلدُ الأفـاعي ناعماً

فـالـسّـمُ فـــي أنـيـابِـها وقّــادُ

*

لا ضـيرَ أنْ تـرقى الـثعالبُ مرّةً

والـلـيثُ تُـثْـقلُ كـفَّـهُ الأصـفـادُ

*

ولـربّـما  فــرحَ الـحمارُ بـسرجِه

مـاخافَ مـن سرجِ الحمارِ جيادُ

*

هـو لـعنةٌ كـانت على أصحابِها

يــومُ الـوغـى تـتـقابلُ الأضـدادُ

*

والـفـوزُ فـيـها لـلـذينَ حـيـاتُهم

لـن تـنتهي إذ تنتهي الأجسادُ

*

قـومٌ تـسامى للشّهادةِ جلُّهم

إنَّ الـشـهـادةَ مـنـهـجٌ وجـهـادُ

***

عبد الناصرعليوي العبيدي

في نصوص اليوم