نصوص أدبية

قيلَ وقلتُ

عادل الحنظلتَستَمْطر الصيفَ، هل في الصيفِ من مطرِ

وذابــلُ الــغـُـصــنِ عـارٍ دونــمــا ثـَــمـَــرِ

 

ذوى بــكَ الــعُـمرُ، هـــل نـكرانُــهُ سَــبـَـبٌ

كـي تُــنـهــكَ الـقـلـبَ فـي وجـدٍ بـلا وطَــرِ

 

هـَـرَعــتَ لـلـكــأسِ ظــنّـا أنّ مُــتــرَعَـــها

يـُـزيــحُ عــنـكَ الــذي تـشـكـوهُ في الـكِـبـَرِ

 

فـي رعــشةِ الكــفِّ والـهامِ الـتـي انـبلَجَـتْ

فــمــا نَـــصـيـبُــكَ الّا لــوعـــةُ الــنَــظَــــرِ

 

نـــفسـي تــهـيــمُ وتــأبـى أن يُــفــارقَــهـــا

ما كان مــن شــغَــفٍ فــي جــذوةِ الـعُــمُـرِ

 

ثـلاثـة  نـحـنُ، قـلبـي، والهــوى، وقِــراحُ

الــدَنِّ، نــطـوي صـفـاء الليـلِ فـي السـَحَـرِ

 

فــعـالـمي لـيــسَ الّا نـــبــضــةٌ وهــــوىً

وخـاتمي ان مـضـى عــمـري بـلا سَــمــرِ

**

قـتّـالَـةٌ هـــذهِ الــدُنـيـا اذا أحـتـَجـَـبَـتْ

عـنـكَ الـحِسـانُ ولم تُبْســَطْ لـهُـنّ يَـدُ

 

ولــيـسَ أبـْخسُ مـن عـمـرٍ خـواتـِمـُهُ

لَـثــْمُ الـتُـرابِ وأفــواهُ الــهـوى مَــدَدُ

 

مـن لامَ عـشـقَـكَ فـليـذهـبْ لـمَحْرَقَـةٍ

ومـن لحـاكَ فـقـد أضـوى بـه الحَسَـدُ

 

لاكـوا  عــليــكَ  اقـاويــلا  مُـلـفّــقَــةً

وأكــثــروا فـيـكَ قَــدْحا مـالَـهُ سَــنَــدُ

 

ما قــيـلَ لَـغْـوا، فـلـن يَـنـهـدَّ لي جبلٌ

كـمـا أرادوا، ولـن يـنـفتَّ بي عَـضِـدُ

 

ولـن يُــضـيـرَكَ مِـن أشـباهِهِمْ كَـذِبٌ

وهــل يَســوءُ السُـها ان ذمّــها أحَــدُ

 

هـُـمُ الضـبـاعُ وانــتَ اللـيـثُ بــينَهُـمُ

ولـيسَ كـالضبعِ يـهوى الجيفةَ الاسَـدُ

**

ما كـان لـي أن أرى حُسْــنا وأُنـكـرُهُ

وقـدُ وُلِـدتُ وطيبُ الشهدِ ملئُ  فـمـي

 

فَتَحْـتُ عـيني وصافي الماءِ مُغتَرَفي

كـمـا خَــطَـتْ أوّلا فـي جـنّـةٍ قــدَمي

 

لهـوتُ غضّا وسعفُ النـخــلِ ظلّـلَني

وفي الصِبا قد جرى نَسْغُ الهوى بِدَمي

 

فــلا السُـنـونُ وقــد ولّـتْ لــهـا أثَـــرٌ

يُـحـيلـُني نـحــوَ ســردابٍ مــن العدمِ

 

ولا فَـجـاجَــةُ مــن ســفّـوا بــمانِـعَــةٍ

عــنّـي اقــتـنـاصَ مـلــذّاتِ بــلا إثِــمِ

 

سيقـذفُ القومُ جسمي ان قضى أجَـلي

بــحُـفرةٍ قــيــل عــنـها مَــوئـِلُ النَــدَمِ

 

لــكـنّ مَـنْـدَمَـتـي ان كـــان ذا قَــدَري

إراقــةُ الــعُــمـرِ بـيـنَ الـديـرِ والحَرَمِ

***

عادل الحنظل

 

 

في نصوص اليوم