نصوص أدبية

محمد الشاوي:عَاشتْ (موناليزا)!

ضائقة الوجع والألم

من نحافة ومرض

تشكو (موناليزا):

هل من مقبلٍ

هل من كفيل

هل من مُطبّب؟

(أنا من هتفتْ الأرض لها وَجْدا)

مرضي، حزني، بكائي...

آه على البيطري!

طردني، أهانني، أفجعني...

(لا علاج، لا حياة، لا أمل!)

انكسر دمعي صوتا في المدى

وفاض يمتزج من نبع النحافة وصهد هزال العضلات

يتساقط رذاذ الثعلبة،

لدغات البراغيث،

من جلدي وعرقي...

ها أنا أشرب من فَرْوِ الرثاء شقاء

حمى وسعالا...

ربي إني أدعوكَ فاستجب!

أنتما أيها الملكان..

(إنا بشرناكما صدقة، خيرا، إحسانا)

كونا بالقطة (موناليزا)

عونا

حنانا

وشفاء

اسكن أيها الألم

بنداء من سميع عليم

من رب رحيم

عاشتْ (موناليزا)

سعادة، دفئا، ونعيما

لم تنكسر،

لم تستسلم،

لم تركع،

قوية الكبرياء

مجادلة بيطري الندامه!

عجبا لهذي العلامه!

لن يجود الزمان بعذراءٍ مثلِها

فكم أعيتها الأوجاع فالتأمت!

-ألا يحق لكل إنسيٍّ الدعاء لها؟-

فكم أرهقتها الآلام فصبرتْ!

-ألا يحق لكل قط أن يباركها؟-

عاشتْ (موناليزا)

سعادة، دفئا، ونعيما

في (بوغاز) البسمات

في حضن الرحمات

في دنيا الكلمات.

***

بقلم:  محمد الشاوي

أكاديمي وناقد فني

في نصوص اليوم