نصوص أدبية

على أعتاب الرغيف..

محمد المهديسَماؤُكَ أيّها الآتي

تُنذِر بنهايات اليوم العميق،

و تَنثُـر بُشرى السّماء

على ضِفاف الطريـق..

و أنا أرقبُ خلف السّاعات

مَصائر الأحــــــلام،

و تَواري الأمس الغَريق ..!!

هناك حيث المساءات تَـنْأى،

كُلما تَدَنّى قُرص الشّمس من العيون،

و انحنـى بَـهاء المغيب على الجفون .

هناك حيث المسافات تَنغمِس

في أُتون الخطى الوئيدة.

و تَستبِـدُّ الرّعشة بالأنامل العنيدة.

وكلما هَـمَمْتُ باحتجاز البَوح على الأوراق،

حيث ينطِق الصمت و تنفَلِت الأشواق،

سَأنْسُـج طَـيف الحكاية

من شَذى الفَجر المُوفِ على الساحات..

و أَفُــكُّ شِفْرة البوح الوليد،

لأُجْلي الحقيقةَ عن وَقْفِ الآيـــات،

و أمسَح مِنْ عَلى جَبين الوطن

بُؤسَ الـوُلاةِ و أَدران الزُّنــاة .

لست أشكو اغْتِـرابي و صدودَ الحياة .

فقد تَدَلّـى ما تَبَقّـى من عَناقيدِ الرّبـيع

المُسَجّـى على أعتاب الخريف.

و حُطامُ الأملِ تَـذْروهُ الأيّــام،

و تُرتِّـــلُ على مبسِمه السلام.

يَتهادى كالرّيح المُرسلة

إذا ما أَذِنَ الخريف..

أو طاف على الطّلَل طائفٌ من الرّصيف،

يُمَرِّغُهُ الرّغيف عَرَقا ..

و يَنْقادُ إليه الوَجع .!

دُون كَـلَلٍ يُسابقُ التّعب اليوميّ

حِين يَنْثال كما الأحلام..

أو سراب يَنسِلُ عبر العُيون،

أو خَيبات تَحفِر لُحودا للظّنون .

***

محمد المهدي

 تاوريرت – المغرب

 

في نصوص اليوم