نصوص أدبية

المَوتُ فُوبْيَا

عبد اللطيف رعريلستُ بيدي أمسكُ السّماء

 ولستُ بهرُوبي أخلطُ الترابَ بالدماء

ولستُ  مصدَر الإعاقةِ...

 ترْصُدني ألْحاضُ المُومسِ المُصابة بالجُدامِ

فأضَاعفُ العثَرات...

وأتقيّأُ دمًا غيرَ دمي...

وأتعرَّقُ نَتْن القِطّط ..

 والعجُوز التّي أمضتِ فِي الحفرِ مائة عامٍ

خندقاً يُطلُّ  على المَغارةِ..

.هي وجعُ العُريانِ

 مَزْلَق للنِسيانِ

 تهَاوت فِي شِعابِ البُهتانِ لا تَرى الِّا  طُرَّة السّماءِ...

تَيْهَانَة فِي النّقرِ مِن حَام وسَام ...

إلى أنطْوانَ ووليَام

علَى طبْلةِ مَسمَعِي ...

على هُدنةِ مَطلعِي ..

علَى

 نَوبةِ

 الهبّلِ

 في مَطْمعِي...

 لستُ بيدي أمسكُ السّماء

 ولستُ بهرُوبي أخلطُ الترابَ بالدماء

ولستُ  مصدَر الإعاقةِ..

سَافلٌ

 ذاكَ

الذّي ينعتنِي

 بالجُنونِ

وَمن يديهِ تطايَرت ذُرّة متوهِّجة

حرقَت وجْهَ السّماء ....وأفحَمتْ مِيلادَ النُبوءاتِ

والشَّرارُ يقدحُ من عينيهِ...

والغضبُ عُنوان القَصيدةِ...

ومَزِيّةُ الفرِّ فاشِلة

بالاستثناءِ ...

الطّيف النَّارِي يزبدُ في العُليَاء لطارئ العارِ 

هُولاكُو شريرٌ سيّدي الأسقف

 منغُوليا

ضَحيةَ

مرضِ العَظمةِ

شريرٌ سيّدي الأسقف ..هكذا هولاكو ...

استبدّت به شَهوة وحشِيّةٌ للقتلِ

 دمرّ بغداد

أفنَى تارٍيخَ الأجْدادِ......

وأقبَر العبادَ...

وأوْمأ العُقابَ بِضم ِّ الذخِيرةِ والَعتادِ

لَستُ بيدي أمْسكٌ السّماء

 ولستُ بهرُوبي أخلطُ الترابَ بالدماء

 ولا عُنوانَ لي فِي هامشِ المَدينَة...

 وصَولتِي أنِّي أقطعُ الطَّريقَ حافيًا

 لأغمِضَ

عيُون

النَّهرِ....

لستُ بقلبِ العيّون أطوِي  المَسافاتِ 

 نعلِي لاَصقٌ بوجَعِ الأرضِ

ومنثُوراتِ الحضِيضِ

 كَافية لترقيعِ مُستنقعِ الذكرياتِ

 لزمنٍ قد يأتِي حافيا...

لَستُ بيدي أمسك السّماء

 أصَابعي لم تعدْ ملكَ يدِي

 لرَعشتِها خواءٌ

 يَسخرُ مِنَ الجَليدِ..

وفي طيِّها تَسقطُ ألافُ الحِكاياتِ ...

 لستُ بهرُوبِي أخلطُ الترابَ بالدماء

.فنَزيفُ القدَم يرْسمُ اشعاعَ هبُوطِ القمرِ

 السّنابلُ ملؤها الخواءُ

 الفُزاعَاتُ غارِقة فِي رُعبهَا الأبدِي

 الأحْجارُ  صَامتةُ بلِا أجلٍ

  القُبّرة طائرٌ رخِيصٌ

 لكنَّه

زَائرٌ

خَفِيفٌ

 يَنتشِي بتاجٍ من رمادِ المَقابرِ

وهذا المَدى يحْيا بلا أرقامٍ.... بلا أزمانٍ

سَارحٌ إلى غايةٍ

أم إلى لا غَاية...

وهذا هولاكٌو سيِّدي الأسقٌفٌ

 يموتٌ

ألفَ

 مَرَّة

 في اليومِ..

ينْحثٌ  جسَده تحتَ شَجرَة المَوتَى

 أعْزلًا إلاّ منْ دمْعتهِ الحَزينَةِ

 حِينَ أنتَ فِي بهْوِ الكَنائسِ المٌترَاميةِ

على أرْصِفةِ المَدينةِ

 الَّنائمةِ

 فِي العَراءِ ....

هولاكو يقْصِفُ المٌدٌن المَعطٌوبةِ

 ويصَابُ برَصاصَةٍ طائِشةً ...

كانَت ستَستقرٌ فِي رأسكَ سيِّدي الأسقٌفٌ....

سيِّدي

ليتَ لِي

 قَلبًا

كَهولاكٌو

لأعشَقَ الشعرَ....

سَيفًا كَي اطهِّر العَالم َمنَ الطٌّعاةِ

 وأمٌوتٌ

 كمَا

 تَشاءٌ

المَمات.

 ***

عبد اللطيف رعري مونتبوليي/فرنسا

 

في نصوص اليوم