نصوص أدبية

العراقي الأخير

جبار عودة الخطاطغداً.. أقصد في عام ٢٠٤٠

كنت خارجاً من مثواي في مقبرة النجف

المقبرة التي صارت لها نسخ حجرية

في كل المحافظات الآهلة بالموتى

هررة في جميع الأماكن

هررة يقودون السيارات في الشوارع

وآخرون يدخنون الأرگيلا على الأرصفة

وطابور طويل من القطط يصطف

على باب جزار لبيع لحوم الفئران الطازجة

وهرُ يشبه بشواربه سلفادور دالي

يلاحق قطة مغناج

تدلف مسرعة في زقاق ضيق

فجأة وفي مكان منزوٍ

رأيت آخر عراقي

أقصد آخر إنسان حيٍ

في مجرة درب الدفّانة..

كان يرتعد هلعاً

سألته مم تخاف؟

قال: "أخشى الهررة  (سكان البلاد)

نشروا صورتي في فضائيتهم الرسمية

مع بيان يطالب الشعب القططي

بتوخي الحذر من وحش بشري داشر"

هو آخر نسمة

من فصيلة العراق المنقرضة...

تسلل الخوف الى قلبي

وعدت مسرعاً الى قبري الآمن

أما محدثى فتوارى في الظلام

بعد مواءٍ، تناهى الى سمعنا من بعيد

***

جبار عودة الخطاط

 

 

في نصوص اليوم