نصوص أدبية
رنيـنُ الـظـلالِ
أهْرَقتُ حِبْرِيَ
بعدَ نَزفِ دمائي
و دَفنتُ دَمعيَ
تحتَ رملِ سَمائي!
**
فانْدَاحَ عُمريَ
بينَ أنيابِ الثَّرَى
وَاسَّاقَطَ الوعدُ
الكذوبُ ورَائي!
**
فتَخَاطَفتْني
فـي بَراثنِهَا الدُّنا
والسمُّ أوغَلَ
فـي صَميمِ دِمَائي!
**
منْ يا تُرى
غيرَ الخَواءِ يغصُّ بي
والرُّوحُ عَطْشى
والهَواجرُ مائي!
**
للغَامزَاتِ
اللّامزاتِ بأضْلُعي
طَعْنُ الرِّماحِ
وشقوةُ الإِدماءِ!
**
وأحارُ منْ ماءٍ
يُبَدِّدُ لونَهُ
ويسيلُ ملحًا
منْ فَمِ الصَّحراءِ!
**
الأُمُّ نَزْفُ
العاثرينَ بِحَمْلهَا
و الطِّفلُ لنْ يَرضى
بأيِّ مِراءِ!
**
والخَالُ خِلْوٌ
منْ بقَايا رَحمةٍ
والجَدُّ بعضٌ
منْ رُؤى الأصْداءِ!
**
هي تِلكُمُ
الأرحامُ قطَّعَهَا الأسَى
تَبْكي وتلطُمُ
فـي بيوتِ عَزائي!
**
مَنْ يا تُراهُ أبي؟
وأمِّيَ منْ تَكُونُ؟
إذا تَرَدَّتْ نُطفَةُ الآباءِ!
**
والنَّخلُ جُنَّ
فَما يجُودُ بِشَطِّهِ
والقمحُ مَشلولٌ
على الأرجاءِ!
**
ماذا أقول:
ومَا يَدُورُ لِحائرٍ
إلّاكَ يا ...
سيلَ الضَّبابِ الرَّائي!
**
أسْعفتُ حَرفـِيَ
كيْ أُلملمَ حَيرَتي
وأدورَ فـي
فَلكٍ منَ الأنواءِ!
**
فاسَّارعتْ حُجُبِي
تَفكُّ عقُودَها
والنُّورُ يُولدُ
منْ ظلامِ مَسائي!
**
فَادَّاهَمتْنِي ظُلمَةٌ
رغْمَ السَّنا
وتهاطلتْ
فـي روحِيَ الدَّهْماءِ!
**
ظُلَمٌ ثلاثٌ،
رابعٌ من فَوقِها
يا ربِّ
أسْعفنِي بألفِ ضياءِ!
**
لِأدورَ أخْرَى
فـي مَدار بدايةٍ
و يَعودَ منْ ترفِ
السَّحابِ شتائي!
**
تحيَا سنابلُ أدمُعِي
بِسهولها
ويفيضُ ماءُ
الظِّلِّ منْ أفيائي!
**
تَنُّورُ مِحبَرتي
يَفورُ كَمِرْجَلٍ
ويَحُطُّ (جِينِيَ)
فـي غَدِ الأبناءِ!
**
هذي العطورَ
بَذَرْتُهَا بأناملي
حتَّى يَفوحَ معَ
الحُروفِ بهائي!
**
مَا أنتَ أنتَ
وما أنا كنتُ الأنا
منْ أنتَ
فـي قُربِ السُّؤالِ إزائي!
**
سِيّانِ عنديَ
سُهْدُ جَفنٍ مُؤْرَقٍ
أو في كرايَ
عذوبَةُ الإغْفاءِ!
**
عجبَ الزَّمانُ
وقدْ نقشتُ قَصائِدي
ونَفَثْتُ منْ
شجَنِ الدُّموعِ غِنائي!
***
د. محمد سعيد العتيقُ