نصوص أدبية

بيروتُ يا نايَ القصيدةِ

وليد العرفي إهداء إلى المرأة الإنسانة قبل المرأة المسؤولة السفيرة اللبنانية في الأردن السيدة ( تريسي شمعون ) التي استقالت احتجاجاً على الفساد والمفسدين


 

بيروتُ يا نايَ القصيدةِ

بيروتُ خاصرتي وخاصرتي بها

خِنْجَرْ

وعلى مدى شوقي بكى

المَعْبَرْ

فكأنَّ أحلامي  توابيتٌ

تكفَّنَ عمرُنا فيها

ونحنُ بها نساقُ لمذبحٍ

نُنْحَرْ

بيروتُ يا نايَ القصيدةِ

يا حداءَ الهائمينَ الرَّاحلينَ على وجوههِمُ ...

...  المنافي اسْتقبلتْهُمْ

والمواني حينما هجرَ الحمامُ فضاءَهُ

بيروتُ يا منفى النَّوارسِ

حينما الشُّطآنُ تُنكرُ عاشقيها

والبلادُ تكاملَتْ في صورةِ الوجعِ المقيمِ

منَ المُحيطِ إلى الخليجِ أوانَ ربيعِنا العربيّ لمْ يُثمرْ سوى مأساتِنا

بيروتُ لوْ تدرينَ ما قصَّ الرُّواةُ عنِ المُسافرِ والمُقيمِ

كلاهما في الهمِّ مشتركٌ

فهذا عاشقٌ لصراطِ عودتِهِ

وذاكَ مسافرٌ نحوَ الجحيمْ

بيروتُ يا مأوى شتاتِ المُبعدينَ البائسينَ الطَّيبينَ

يا عنقودَ داليةِ اليتامى

يا تراتيلَ المسيحِ بظلِّ نخلةِ مريمَ العذراء

يا فيروزَ صبحٍ لمْ تعانقْهُ الأغاني منْ سنينْ

بيروتُ قدْ ذبحوكِ همْ يبكونَ كالأطفالِ منْ فزَعٍ على أنْ تُثلمَ السّكين

(هروشيما) تبادلُكِ التَّعازي والأنينْ

صبراً جميلاً آلَ ياسر إنَّ موعدَنا جليل

صبراً على حكَّامِنا الأبطالِ

قوّادِ المعاركِ في طواحينِ الهواءِ

وجعجعاتِ رحى خطاباتٍ وما منْ سُنبلَةْ

في حقلهمْ

منْ أينَ منْ أينَ الطَّحينْ

لا تستقيلي

ربَّما نحتاجُ صوتَكِ مرَّةً أُخرى

إذا ما زُلزلَتْ فينا براكينٌ وقامَتْ زلزلةْ

شكراً لكمْ حكّامَنا النُّبهاء

لمْ تتعلَّموا إلَّا بنا فنّ التَّجارةِ والنَّخاسةِ والعمالَةْ

لمْ يبقَ فيكمْ إصبعٌ لمْ تغمسوها بالنَّذالَةْ

وطنٌ يعيرُ سماءَهُ  وهواءَهُ

ومنَ المُحيطِ إلى الخليجِ مفاسدٌ

أعيَتْ مداوةَ الطَّبيبِ وليتَ كانَ مساءلَةْ

***

د. وليد العرفي

 

 

في نصوص اليوم