نصوص أدبية

ألا تَبّتْ يَداهـــا كيْفَ صالتْ

على مُهَجٍ بها الأحْياءُ هامَتْ

عَشِقْتُ حَمامةً منْ قوْمِ موسى

تُبادِلُني المَحَبّة فاسْتكـــــــانَتْ

فُتِنْتُ بهـــــــا وقدْ فُتِنَتْ بحُبّي

وكأسُ التوْقِ مِنْ وَلهٍ أفاضَتْ

فأتْرَعْنا بمــــا نهوى كؤوسا

وأغْدَقنا على أرْضٍ فطابَتْ

تَوَلّـــــــعَ خافقي بشذى عُيونٍ

إذا نَظرتْ بها روحا أصادَتْ

وأوْقعني تُيامــــي في هُيامٍ

وأوْجَعَها التوَجّدُ فاسْتدارَتْ

وعِشْنا في بِعــــادٍ واشْتياقٍ

وإنّ الروحَ من كمَدٍ تناجَتْ

يُحَدّثُني بها قلبي جَزوعا

ويَسْألني لماذا قد تناءَتْ؟!

تردّدَ هاتفٌ وأتى خَيالي

يُؤمّرني بأسْئلةٍ أراعَتْ

فقلتُ مُهاتفا يا زهرَ روحـــي

فقالتْ: ماتتِ الأزْهارُ ماتتْ!!

أغارَ عَليْهِما مَرَضٌ وَخيــــــمٌ

ومنْ هَلعٍ زهورُ الصَّدر غابَتْ

فما عادَ الجَمالُ لنا وسامــا

وكلّ نضيرةٍ ذَبُلتْ وخارَتْ

فدَعْني في مَواطنِ يَوْمَ كنّا

وضَعْني فوقَ أوْهامٍ تعالتْ

لأنّ المَوْتَ سَبَّاقُ انْطلاقٍ

وإنّ لدائِها سُبُلٌ أحاطَتْ!!

فَرتّلْ مِنْ لَظى عِشْقٍ جَميلٍ

على رمْسٍ مُواجَدَةً تباكَتْ!!

وصُبَّ الدّمعَ خَمْرا في عيوني

ستوقظني أحاسيسٌ تشـــــاكتْ

إذا رَحَلتْ فلا تَجْـــــــــزَعْ عليْها

رياضُ الحُبِّ في صَمْتٍ تَطامَتْ

رأيْتُ العِشقَ نيرانا وجَمْـــــرا

وإنّ مَسيْرتي وُئِدَتْ فضاعَتْ!!

حزِنْتُ على حَبيبٍ دونَ عَــوْنٍ

مَنيّتهُ القُصوى أزِفَتْ وحانَتْ!!

لعَنْتُ الحبَّ والعِشقَ المُمَنّى

لأنّ وجودَنا صورٌ ترامَتْ!!

أ يَخْطِفُها الرَّدى مِنّي وأنّي

أبادِلها المَحَبّة أيْنَ شاءتْ؟!!

بَكيْتُ على فتاةٍ مِنْ ضِيـــاءِ

تَوَطّنَها الرَّحيلُ وما أبانَتْ!!

تُصَبِّرُني على بَلـــــوى حَياةٍ

وقد نَكرَتْ مُصابا مِنهُ قاسَتْ!!

أريدُ لقاءَها فأبَتْ وخـــــــافتْ

وعانتْ في توجّعِها وغاصَتْ

حَبيبُ الرّوح مِنْ وَصَبٍ تَداعى

فأفْنى عُمْرَ أيّامٍ تَباهَــــــــــــتْ!!

***

د. صادق السامرائي

15\8\20