نصوص أدبية

أبا الزّهْراءِ!!

صادق السامرائيأبا الزّهْراءِ قدْ أعْدَدْتُ أمْري

لمَدْحِكَ والرِسالُ بِنا يَسْــري

 

تَبارَكَ نورُكَ الفيّاضُ فيْنــا

على الأجْيالِ دَفّاقا ويَجْري

 

فقـــــــدْ أحْيا نِياماً دونَ ديْنٍ

وأوْقدَها بمَعْنى الرّوحِ تَدْري

 

مُحمّــــدْ مَنْبَعُ الإشْراقِ فيْها

وعَيْنُ وجودِنا الكُبْرى كبَدْرِ

 

مُحمّدْ صَوْتُ أكْوان بكوْنٍ

يؤانسهــــا بإصْباحٍ وفَجْرِ

 

هوَ الإنْسانُ فـــي أعْلى مَقامٍ

وعَرْشُ الرّوح في قِمَمٍ وفخْرِ

 

هوَ الأفياضُ مِنْ غَدَقِ المَعاني

ورَمْزُ النّونِ في أرْضٍ وبَحْرِ

 

بإلاّ قد تّواصى مُسْتعينا

وإنَّ اللهَ فــــي مَددٍ وأمْرِ

 

هوَ الحَقّ المُنيرُ على ثَراها

إذا شاءَتْ بهــــــا حَقا لخَيْرِ

 

مُحمّدْ نــــــورُ أنْوارٍ تَجَلتْ

وأرْسَتْ جَوْهَرا فسَمَتْ بقَدْرِ

 

نَبيًّ الله مَخْتـــومٌ بصَلّى

ومَنْ خَتمَ النّبوَةَ قَدْحُ فِكرِ

 

أبا شُهُبٍ من الأقْكار طافَتْ

على أمَمٍ تطامَتْ بَيْنَ خُسْرِ

 

فأحْياها وألهَمَها سُطوعا

وأهَّلَهــــــا لساميَةٍ بسِفْرِ

 

هوَ الإنْسانُ في أبْهى قِوامٍ

رَسولُ مَحبّةٍ نادى بِبُشْرِ

 

حَبيْبُ الله نِبْراسُ البَرايا

لها نَبْضٌ وأفْئدةٌ بصَدْرِ

 

بحُبِّ المُصْطفى لهَجَتْ قلوبٌ

وتاقَتْ مِنْ توَهّجِهـــــــا لجَمْرِ

 

أبا الزّهْــراءِ أمّتُنا بعُسْرٍ

وإنّ الديْنَ مِنْ سَأمٍ كقَهْرِ

 

وبَعْضُ الديْنِ أعْـداءٌ لبَعْضٍ

وبَعْضُ الديْنِ في وَجَع وكُفرِ

 

فأمٌّ في مَواضِعِها تردّتْ

وقومٌ مِنْ جَهالتِهمْ بغَدْرِ

 

إذا جَعلَ الزمانُ بها خَليْقاً

على ذاتٍ وجَوْهَرِها كضُرِ

 

فلا نَعْتبْ على نورٍ كنارٍ

لأنَّ النارَ مِنْ حَطَبٍ وشَرِّ

 

أبا الزّهراءِ عُذرا شَرْحُ حالٍ

يؤلّمُنا ويَدْحونا بجُحْــــــــــرِ

 

فبَعدَ النّورِ أطْفأنا سَناها

وعُدْنا نَحوَ قاضِيةٍ بسُعْرِ

 

أرانا دونَ أنْوارٍ أفاضَتْ

وإنّا لا نُوافيَهـــــــا بيُسْرِ

 

تَعَلمْنا الخُنوعَ بلا حَياءٍ

فَخُنّا كلَّ مُعْتَزٍ وكِبْــــرِ

 

ومِنّا مَنْ يُعاديْنا بفَخْـــــرٍ

ويَجْهَرُ بالعَداوَةِ إبْنُ فُجْرِ

 

وقومٌ في تَقانُطِهمْ تواصَوْا

كأنَّ الصَمْتَ عُنوانٌ لحُـرِّ

 

هيَ الدّنْيا كما شاءَتْ خُطاها

مُدجّجةٌ بأحْقـــــــــادٍ وسَجْرِ

 

فهلْ مِنّا الذي أوْفى بعَهْــدٍ

وأحْيا سُنّةًّ وَعَدَتْ بنَصْرِ؟

 

هوَ الله الـــــــــذي فيْنا تَجلّى

ومَنْ عَرَفَ الإلهَ سَعى لذِكْرِ!!

 

تَعالى جَدُّكَ الأبْهى وَضِيْئا

ودُمْتَ بها لنا مَدَدا بَعَصْرِ

 

نبيُّ سَماحَــةٍ يا نورَ إلاّ

تَلأْلأَ فَجْرُها في كُنْهِ دُرِّ

 

وفاضَتْ مِنْ مَنابِعِها خِطابا

يُقرّبُهـــا لظافِرةٍ بأجْــــــــرِ

 

نَبيُّ اللهِ باعِثُنا لأعْلى

ومُنقِذنا ومَوْئِلنا كذُخْرِ

 

مَديْحُ الكوْنِ ما أوْفى رَسولا

على خُلــــقٍ عَظيْمٍ مُسْتَدِرِّ!!

***

د. صادق السامرائي

30\10\2020

 

في نصوص اليوم