نصوص أدبية

على شَفيـر المــاء يَمْشون

محمد المهدييَلتَهِمُهُم اليَمُّ الظَّمِأُ

إِلى لِقاء الحالمـــــــين..

على أطراف الماء يَمشون،

يتسابقون، يُغَنّــون،

تُظَلّلُهم الشمس..

و تُلقي عليهم عواصف بذور الرياحين.

تَزُفُّهم حوريات البحر

أسرابا إلى عرائس الخلود.

بلا طُقوس يموتون،

و بلا ترانيم يرحلون..

لأنهم أبناء وطن مُهَرَّب مُنذُ سِنين..

و بلا شواهدَ للميلادِ

يَرسمون حياةً جديدة

بين غواني الأرجوان يحلمون.

وذاك الجبلُ المُوفِـي

على أسرار الأعماق،

يَرقب في صمت مواكبَ الأعراس،

ويُصَلّـي لِجنائزية الأزهار الذّابلة

خلف أشــلاء الحُلم!!

قُبُلاتُ الرّبيع أسقطَتها الرّيــح،

ووَطِأَتها الأيام الزّاحفة

نحو الغَد اللّعُوب.

فَيَا أيّها اليَمُّ العَظيم تَمَهَّـل،

و انْظِرْنـا فُسْحةً من أمل..

و إِنْ عُدْنا..

فَخُذنا على عَجل،

وأودِعْ نَسْلَنا سِجِّـلَّ الغابــرين!!

***

شعر: محمد المهدي

المغرب

 

 

في نصوص اليوم