نصوص أدبية

عصافير ضارَّة

سعد جاسممن شرفتهِ

السيدُ المتلوّنُ السميكُ

المتخمُ بما ارتكبهُ وأَعني ابتكرَهُ

إلتهمَهُ ... راودَهُ ... احترفَهُ

ومااقترفَهُ من أكاذيبَ وجرائمَ مؤنقةٍ

خرافٍ بليدة ... نساءٍ وصبايا مُدنّسات

وشهواتٍ تموجُ بالدمِ والخطيئةِ والفحيح

وبكلِّ مايُمكنُ أنْ يُذَكّرَ بالغابةِ

اسماً وجوهراً وفرائس

*

من شرفتهِ

أَي عرشه الرخامي الباذخ

الذي يزاولُ فيهِ طقوسَ مساءاتهِ

المعطرةِ بروائحِ اللذةِ

والصفقاتِ وغوايةِ العملاتِ

التي تزهو وتختالُ بما يتوّجها من صورٍ

لأباطرةٍ وفرسانٍ

وملائكةٍ كنسيينَ

وملوكٍ بلحى تَشعُّ بالخديعةِ والفراسةِ

مشاهيرَ في الموسيقى والفيزياءِ

وهندسةِ القتلِ والفجيعةِ

اركلوجيينَ ... نوبليينَ

وأرضيينَ مهووسينَ بهتكِ عذريةِ الكواكبِ

وانتهاكِ عزلةِ القمر

*

من شرفتهِ

السيدُ المتلوِّنُ السميكُ

رأى :

حشدَ عصافير مُنكباً بكلِّ ما أُوتيَ

من جوعٍ وزقزقةٍ وشهوةٍ وعنادٍ

 – نقراً –ليلتهمَ

تفاحَ حديقةِ رغباتِ المتلوِّنِ السميكِ

حديقتُهُ التي تُشبهُ الغابةَ

مشهداً وجوهراً وتاريخاً

وحتى اسماً

ولهذا صاحَ السميكُ

بكلِّ ماارتكبهُ ... ابتكرهُ ... إلتَهَمهُ

راودهُ ... احترفهُ ... ومااقترفهُ

" " إنَّ العصافيرَ حشراتٌ ضارةٌ

 

ثُمَّ أَلحقَ صيحتَهُ التي تُشبهُ الزئير

ألحَقَها بكلِّ ماوقعتْ عليهِ يداهُ

من قنانٍ .. أَقداحٍ .. أَحذيةٍ

ناوياً البطشَ بالحشدِ واطاحته

لا... ...

فالسميكُ لم يكتفِ بصيحتهِ

وبما وقعتْ عليهِ يداهُ

بلْ غادرَ شرفتَهُ

ليجئَ بغدّارتهِ الحبشيةِ

التي أَهداهُ اياها

هي وحراب ومُدى

ومسدسات بأحجام وعيارات مختلفة ؛

سيدٌ ومتلوّنٌ وسميكٌ آخرٌ

*

إزاءَ هذا المشهد الذي كانَ لهُ "من قبل "

مايُماثلُهُ مع خدمٍ ... طُهاةٍ ... غُلمان مُبتدئين

وفتيان متمردين

ونساءٍ وصبايا ماعُدْنَ يُرضينَ مزاجَ المتلوّنِ السميكِ

قلتُ : إزاءَ هذا المشهد

أنا صديقُ العصافيرِ والصعاليكِ والارامل"" وتساءلتُ

تُرى ماذا يُمكنهُ أنْ يُسمّي الذبابَ

والبعوضَ المتنمّرَ ؟

الذي استحوذَ على دمِنا

دمنا المُكَرَّس

لمصائرَ غامضةٍ

وحروبٍ قادمةٍ

وزوجاتٍ سينزفنَ أَجنَّتَنا

 وأَعني : أَشباهنا المُلطخينَ بدم الخراب ؟

وماذا يُطلقُ على العناكبِ السامّةِ

والديدانِ الزرقاءِ والقُمّلِ ؟

وكيفَ سيَصِفُ الطُغاةَ

لحظةَ إصطخابِ صيحاتِ الاطاحةِ

وسطوعِ شمسِ الرافضينَ في ليلِ الفضيحة ؟

تساءلتُ:

ماذا يدعو كلَّ هؤلاء ؟

ماذا يدعو كلَّ هذا ؟

مادامَ يصيحُ :

 - إنَّ العصافيرَ حشراتٌ ضارة ؟

***

سعد جاسم

 

 

في نصوص اليوم