نصوص أدبية

أنا ...

عبد اللطيف الصافيجَنُوبيُّ الرُّوح والهَوى

أَغوصُ عَميقاً في وَجَعِ السَّرابِ

أَمْشي عَلى هَدْيِ النُّجومِ

أقْتَفي أثَرَ الحِكاياتِ في شِفاهِ الأَرْيامِ

وسَمَرِ الخِيّامِ

دَلِيلي سُعالُ الرِّيحِ في لَيْلٍ بَهيمٍ

وَصَدى عَواءٍ قديمٍ لذِئبٍ شاردٍ في البَيْداءِ

أَرْهَقني الْبَحثُ بينَ شجَرِ السِّدْرِ

والطَّلْحِ

وبيْنَ دمْعٍ تكلَّسَ في الجُفُونِ

عنْ رعْشةِ رَضيعٍ تخَلَّفتْ أُمّهُ عنِ الرَّكْبِ

فاخْتَفى وسطَ العاصِفةِ الهَوْجاءِ

وعَاشَ في حضْنِ النَّعَامِ

يَسْكُنني هوَسُ الرَّمْلِ الَّذي لا بحْرَ يَحدُّهُ

أو يَأْويهِ

سِوى قلْبِي حينَ يَعْصفُ به الحَنِينُ

يُوقِظهُ صوْتُ "سْرَيْسَرْ ذَهْبو" الشَّجيْ

وهي تردِّدُ : ارَا رَيْدا ارَا رَيْدا

أَمْتَطي صَهيلَ اللَّيلِ

وأمْضِي بعيداً.. بعيداً

وَحْدي في هَذا الْمَدى اللَّانِهائيْ

الْمَليئِ بالسِْحرِ

بِالغَرابةِ

بالصَْمتِ والتِّيهِ

أَعْدُو بِلاَ ظلٍّ تحْتَ جمْرِ الهَجِيرةِ

هلْ تَسْمعني الآنَ يا "سْمَيْمِيعْ الندَى" ؟

هلْ تَهتمُّ لأَمْري؟

هلْ تنْتَقمُ لي؟

أنَا جنوبيُّ الرُّوحِ والْهَوى

أجِدُني في مفْتَرقِ الطُّرُقِ

حيثُ الْبِركةُ جفَّتْ

والشجَرةُ يبِسَتْ

والنَّاسُ ما عَادُوا يَهْتمُّونَ بالحِكَاياتِ

وأنَا

الجَنُوبيُّ الْمَفْتونُ ببَسْمةِ الغُروبِ

ما زالَ قَلْبي يحفَظُ أسْرَارهُ عنْ ظهْرِ غيْبٍ

ويَأْبى الْهرُوبَ

ومَا زِلْتُ أهُشُّ النُّجُومَ بِيَمِيني

وعَيْني عَلى قمَرٍ لا يَأْفلْ

***

عبد اللطيف الصافي/المغرب

.........................

* ولْد النْعَامْ و سْرَيْسَرْ ذَهْبو و سْمَيْمِيعْ الندَى شخصيات من المحكي الشعبي الصحراوي..

 

 

في نصوص اليوم