نصوص أدبية

قصي الشيخ عسكر: أنت وحدك

قصي الشيخ عسكرلعينيكِ الهوى وحدي دعـاني

فما يُغويكِ بُعــــــدٌ أو تداني

 

وما قدر سواكِ يرقّ دومــا

وقد يقسو فيعصف بالأمان

 

وما قدر سواكِ أراق صمتي

فأثبت آهتي ومحــــــا كياني

 

يضيق الكون عن آه بصدري

سوى ألقٍ بعينيك احتوانــــي

 

فهــــل ساورتِ برقا يصطليني

وومضا يعتريك وما اعتراني؟

 

وكنت عليكِ قد راهنتُ قلبي

فلم يجنح ولم أخسر رهاني

 

وعاجلتُ السنين فطاوعتني

وأمهلتُ الدقائـــق والثواني

 

وساومتُ الخلود عليك حتى

تدلـى لـي ولم أبرح مكاني

 

أكفكف صمتك الولهان عطرا

وأنثره علـى كـــــل المغـاني

 

فتزدحم العطور إليك قبلي

لتسمو بالفناء إلـى التفاني

 

نطقتك آية فــــــي كل آن

وقبلك كان ذا عُقَدٍ لساني

 

فتاه بك الخيال فكان ســــرا

وحارت فيك شاردة المعاني

 

ليحملني إليك هوى غريب

توحش لا يقر علــى جَنان

 

ويدفعني إليك صفاء نفسٍ

وطبع لا يقر علـى الهوان

 

فمن عينيكِ أستوحي شموخي

وفيكِ أرى بقايـا عنفوانـــــي

 

وأبني للقلوب جِنان خُلــــــدٍ

فيطردني فؤادي مـن جِناني

 

وسعيي للخلود بلا توان

وأدرك أنني لا بــدَّ فانِ

 

ليحرق حُلوَ أحلامي لهيبي

ويخنق أيَّ كابوس دخـاني

 

فما ألفيتِ غيري من مجيب

ولا ألفيتُ من أحد دعــاني

 

تآلف فيكِ ضعفي واقتداري

وكـلّ تناقضي عبر الزمان

 

وإيمـــــاني وكفري وانقلابي

ومقدرتي علــى حفظ اتزاني

 

وسلطاني وطغياني وبأسي

وحسي بالهزيمة وامتهاني

 

وفقدانــــــــي التجلد وانكساري

وترويضي الخطوب وعنفواني

 

فمن منا المدان وقد فقدنا

ولمـَّا نختلفْ عهد الأمان

 

فضميني إلـــى عينيك فجرا

طوى المنفى وهام بما يعاني

             ***

شعر قصي عسكر

من الديوان الرشيق الصادر عن مؤسسة المثقف.

 

 

في نصوص اليوم