نصوص أدبية

عبدالامير العبادي: تنهداتٌ لن تصلَ أبداً

عبد الامير العباديأطبقَ الصوتُ على الصوتِ

حتى كأن الخرسَ

يحتضنُ الشفاهَ

ظلتْ ترتجفُ دونَ حنانِ

منادٍ يلهمُها النطق

ضاعَ هتافها

أيقنتُ أنها طفلةٌ  توغل في البكاءِ

كرتْ عليها ذئابُ الصمتِ

سُلبتْ منها آهاتٌ وحسراتٌ

حتى ابتعدَ عنوانُ العطفِ

فتدلى الحبُ دونَ هوى

امتدتْ سواقي التوسلِ

أخرستْ رعايةُ آلهةِ العتقِ

يا لهولِ سكونِ اهتزازِ

ترانيمِ الأنا وتجلدِ الذاتِ

في محرابِ هزيمةِ نشوةٍ

نشوةٍ يقظةٍ تنتظرُ الوثوبَ

واحتمالاتِ ثرثرةٍ لن تجدَ لها

سماعاً  من جبروتِ الريحِ

غادرتْ منكفئةً تهزها

أراجيحُ الصبرِ ونعاسُ السنِ

هديرها المستكينُ

تأخذها مناسكُ الهروبِ

إلى أين لستُ أدري؟

تختارُ أجنحةً من الخيالِ

ترمي بروحها من أعلى القممِ

تتشابكُ مع النسورِ والغربانِ

تسكتُ أصواتهم

لأنها فرتْ لأجل حريةِ وجودها

ترفرفُ في معمورةِ الربِ

تتجلى لها الغيومُ وسادةً

والأمطارُ غسيلٌ لدمعِ الأحزانِ

هاهي تبصرُ من السماءِ

ثمةَ براعمَ على الأرضِ

لباسهم التسولُ

تقتربُ للعرشِ

أما آن للفقرِ أن ينجليَ

تلمهمُ أيدي الحنانِ

تمنحهم عصا الاتكاءِ

تطفئُ خدرهم

تعلمهم أصولَ الفرارِ

لتلاواتِ السلامِ الرباني

تحلمُ بأكاليلَ غارٍ

أو أطواقٍ من الأناشيدِ الحالمةِ

أن تغني عند بواباتِ الرفضِ

تتسامى مع الجراحاتِ

تستأصلُ أورامها ،تقطعُ

الأغصانَ التي لا تحمي العصافيرَ

من لهفتها للأمانِ والسلامِ

يأكلَ الأغاني عودي

لنا سقياً وغصنَ زيتونٍ

وذوبانَ الرصاصِ في غاباتِ الإنسانِ.

***

عبدالامير العبادي

 

 

في نصوص اليوم