نصوص أدبية

سلام البهية السماوي: القصيدة

سيّدةٌ مغناجٌ

تعشقُ مَن يُدلّلها

ومن يقيمُ لها

قُدّاسَ الحبِّ

المتوّجِ بالمشاعرِ الجيّاشةِ

تعشقُ مَن يكفكفُ

دمعها

ومَن يطبطبُ على أوجاعها

واذا ما داهمها اليأسُ

تنامُ كطفلةٍ بريئةٍ

في أحضانِ الشّعرِ

تحلمُ بالمجدِ والشُّهرةِ

ثمّ ترقصُ كمجنونةٍ

على رؤوسِ أصابعِ الوجدِ

وعلى شواطىء أمواج المعنى

تمشي ممشوقةَ القوامِ

في الأمسياتِ

لتعبثَ بالعقولِ

والقلوبِ

ساحرةٌ هيَ

إذا ما ظهرتْ

بكاملِ عنفوانها وزينتها

فعناقُ الشِّعرِ

تراتيلُ الألمِ المقدّسِ

حين يضجّ بالحياةِ

يناجي

كلّ اللغاتِ

ويتفرّدُ

بالعشقِ

والحبِّ

والشغفِ

يتفرَّدُ … بالآهاتِ

يخدشُ رقَّةَ المعنى

ويناجي عيونَ الجمالِ

ورقّةَ النّساءِ

ورجولةَ الرّجالِ

وبراءةَ الأطفالِ

والعشبَ حين يختالُ

على الصَّخرِ

يناجي الحقيقةَ

ويزيّنها .. بالمحال

الشعرُ هو الطفلُ

الذي ينامُ

في حضنِ القصيدةِ

ويردّدُ ترنيمتها

بشغفِ الأمومةِ

يتأبطُ ذراعها

ويمشي إلى أقاصي جزالته

هو انبجاسُ الألقِ

من الأعماقِ

للتّعبير

حزناً

وفرحاً

بخيالاتٍ باسقةٍ

في سماءِ المعاني

وبتراكيبَ جزلةٍ

يسافرُ بأجنحةِ الأبداعِ

إلى عالمِ الأبتكار

تقاسيمٌ موسيقيةٌ

بنسيجٍ أخّاذٍ

تأمّلاتٌ

وإسقاطاتٌ

تحاكي الواقعَ

بشغفِ الخيالِ

وعقلٌ جنوني ٌّ

يسجنُ حواسنا

ويلمُّ أرواحنا المبعثرةَ

يستدرجنا

إلى عالمهِ المسحورِ

بلغةٍ من نارٍ ونورٍ

يدغدغُ الرّوحَ

يناجي العقلَ

بالمحسوسِ والملموسِ

والغريبِ والمألوفِ

يخرجُ عن النَّمَطيّةِ

إلى العمقِ والتكثيفِ

والانبهارِ

ويشقُّ الظّلامَ

بضوءِ النَّهارِ

الشّعرُ هو المعنى

والإيحاءُ

والتّرميزُ

والتّجريدُ

مناجاةُ العقلِ الباطنيِّ

والفكرُ الصّافي

تداخلُ الشّعورِ

واللاشعورِ

وتعميقُ أثرِ الإحساسِ

على الحواسِ

وهو

مفرداتٌ خشبيّةٌ

إذا ما غازلتهُ القصيدةُ

بكلِّ مفرداتِ زينتها

وغنجها

وعفّتُها

إذا ما اغتسلَ

بنثراتِ حبرها

وردّدَ صدى همسِها

لأنَّهُ

تداخلُ الواقعِ

بالحلمِ

اصطيادُ النّجومِ

مشاكسةُ السّماءِ

مغازلةُ الشّمسِ

ترصيعُ ضوءِ القمرِ بالبهاءِ

اصطيادَ حوريّاتِ البحرِ

معاكسةُ الكواكبِ

والوقوفُ على الأطلالِ

بسموِّ النّفسِ

والإيثار

ولأنّهُ …

خصوبةُ الخيالِ

إحساسٌ مرهفٌ

مخزونٌ لغويٌ

وافرٌ وغنيٌ

يؤرجحُ المعنى

ويمتطي صهيلَ البوحِ

كفارسٍ أبيٍّ

يمَجِّدُ الأصالةَ

ويناجي عنوانَ القصيدةِ

ليرسمَ أنينَ الرّوحِ

على جدارِ الرّهبَةِ

بحلمٍ نقيٍّ

***

سلام البهية السماوي

في نصوص اليوم