نصوص أدبية

سعد جاسم: الكوميديا الصينية

سعد جاسم(قصيدة ميتا نثرية)

 


 

 عندما قالتْ لي:

صديقتي الصينيةُ الطيّبةُ

爱你

Wǒ ài nǐ

أَحسَسْتُ أَنَّ السماواتِ

تمطرُني... بـ:

أَبوابٍ مقفلةٍ

شبابيكَ ( زلابيه )

فراشاتٍ محنّطةٍ

زهورٍ بلاستكيةٍ شاحبةٍ

والعابٍ الكترونيةٍ خاملةٍ

كلها مطموغةٌ... بـ:

made in china

*

مرةً سألتُ الله:

ياإلهي الجميل: هَلْ الهواءُ

made in ch?

وقبلَ أَن أُكملَ سؤالي

غيرَ البريءِ طبعاً

أبتسمَ الله إبتسامةً غامضةً ورمادية

وصَفَعني بعاصفةٍ صفراءْ

وهَدَّدَني بوباءٍ أَسود

وقيامةٍ زرقاءْ

وموتٍ أَحمرْ

*   *   *

عندما قالتْ لي

صديقتي الصينيةُ

Wǒ ài nǐ

لا أدري لماذا

تذكّرتُ:

صديقي في الحكمةِ (كونفيشيوس)

الرفيقَ (ماو تسي تونغ)

و(بي ضاو) المنشقَّ حتى على نفسهِ

* والنوبليَّ العنيدَ (غاو كزينيانغ)

وكذلكَ تذكّرتُ الامريكيةَ العجوز (بيرل باك)

و(أَرضها الطيّبة)

التي استحالتْ الى:

مقابرَ ...

ولكنَّها ليستْ جماعية

أَنهارِ دمٍ

فزّاعاتٍ باليةٍ

لاتُخيفُ سوى

ظلالِها السوداء

***

عندما قالتْ لي صديقتي:

Wǒ ài nǐ

أَحسستُ أَنَّ وجهي يستديرُ

مثل رغيفٍ قمريٍّ

وروحي ترفرفُ

مثلَ فراشةٍ صفراء

في سهوبِ آسيا الشاسعةِ

بلا معنى

***

عندما قالت لي:

Wǒ ài nǐ

إِرتبكتُ أَيضاً

لا .... بلْ .... خفتُ

أن أَسقطَ

في سريرِ غوايتِها

أَو في نهرِ طيبتِها الأَخضر

الذي دائماً يفيض بـ:

ووو

آ آ آ

ن ن ن ي ي ي

ثُمَّ تجرجرني

الى حضيرةِ الحياةِ الزوجيةِ

وإِذا ماحدثَ هذا

فانني ...........

ربَّما .....

سأُصبحُ معارضاً للامبراطور

ولاسطوانةِ تحديدِ النسلِ

وقدْ أُنجبُ منها

بوصفي: فحلاً .... وشاعراً ....

وشيوعياً و .. و... الخ ... الخ

أُنجبُ:

صيناً جديدةً

وشعبيةً أَيضأً

وسيكونُ عددُ سُكّانِها

في القرنِ الثاني والعشرين

أَكثرَ من أربعةِ ملياراتْ

وبإعتباري أَنا أبوهم الشرعي

والذي سأكونُ بالضرورةِ أَباهم الشعري

فسيكونونَ كلَّهم:

شعراءَ

وشاعراتْ

وحتى لاتحدثَ مثلُ

هذهِ الكارثة

وحتى لاأخدعَ نفسي

وحتى لا أَخدعَ صديقتي الصينية الرقيقة

أَغلقتُ فمَها

- راشياً - إِيّاها

بقبلةٍ (وطنيةٍ) سريعة ٍ

ثُمَ ........

.............

..............

أَطلقتُ ساقيَّ

تحتَ سماواتِ آسيا

الشاسعة..........

بلا معنى ........

والتي مازالتْ

تمطرُني:

* أَبواباً مقفلةً

* شبابيكَ (زلابية)

* فراشاتٍ مُحنطةً

* والعاباً الكترونية خاملة

وتمطرُني:

بشظايا نقنقةٍ

تفوحُ برائحةِ " الكوفيد "

وتُنذرُ بلعنةِ " الكورونا "

وكذلكَ تَهطلُ عليَّ

بندى زقزقةٍ عشقية

ài

وتعني بالصينيةِ:

أُنا ......

أُ ........

ح ........

ب........

.......... ك

***

سعد جاسم

.......................

إشارات

* الزلابية: نوع من الحلوى الشعبية التي تشبه الى حدٍّ ما الكتابة الصينية.

* بي ضاو ... غاو كزينيانغ: كاتبان صينيان؛ والاخير حائز على جائزة نوبل للاداب لعام 2000.

* بيرل باك: كاتبة أَمريكية معروفة، من أَشهر اعمالها هي رواية "الارض الطيبة" .

اشارة:

هذه القصيدة بدأَتُ بكتابتها 2015-في عام 2021-وقد انتهيتُ منها في عام: (ج – س).

 

 

 

 

 

 

في نصوص اليوم