تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

راضي المترفي: رداء بلون الياسمين

في ليلة لايذكر اوصافها كان على أبواب الخروج من أزمة عاطفية مجنونة طرق سمعه رنة نغمة (الاشعارات) فتعامل معها بلا مبالاة متوقعا انها اخر قذائف الراحلة (الفيسبوكية) لكن هاجس غامض دفعه لقراءة هذا (الأشعار) فوجده طلب صداقة من أنثى باسم جميل فهرع إلى صفحتها ودخلها دخول الفاتحين.

. كانت صورتها تحتل صدارة الصفحة بوجه يشع عافية وحجاب لا يظهر الا وجهها المدور مثل قمر في ليلة تمام وفي الصفحة ادبا وشعرا وحكايات أطفال وذوق وجمال فوافق فورا على الطلب.. بعد الموافقة بلحظات رهن هاتفه بنغمة رسائل (الماسنجر) وكانت رسالة شكر لقبوله طلب الصداقة ورد عليها بأدب جم وتمنيا لبعضهما صداقة جميلة خالية من النزوات والغايات.

. في الليل بدأت بينهما دردشة أصدقاء عرف عنها ماارادت هي أن يعرف وكان اهم ماعرف هو موت زوجها في الحرب الدائرة في بلدها وتشضي عائلتها وتغربها هي بسبب الحرب وهذه المعاناة وعرفت عنه معاناته التي تشبه معاناتها مع اختلاف انه منفصل وليس أرمل واستمرا بالدردشه والتقرب كل ليلة حتى طلبت ان تسمع صوته ذات ليل وبعد المهاتفة أخبرته ان له صوتا رجوليا اجش يثير إعجابها وحنينها لصوت رجل تحبه واخبرها ان لها صوت كروان ووداعة حمامة واستمرا بالتهاتف حتى استأذنته لتراه صورة وصوت فطار من الفرح واجريا مكالمة (فيديو) واطنبت في وصف وسامته ورجولته فبالغ في وصف جمالها لكن ما حز في نفسه انها كانت محتشمة بشكل مبالغ فيه كثيرا.

. دامت لقاءاتهما على هذه الشاكلة أياما حتى أعلنت عليه الحب ومن ثم تغيرت الأحاديث من الغزل المتبادل إلى الشؤون اليومية ومشاريع المستقبل وبدأت الاتصالات (الفيديوية) وهي بكامل احتشامها لا تكفيه ولا ترضيه والح في رؤية بعض مفاتنها لكنها كانت ترفض بأدب في العلن وتريه بعض مايرغب بطريقة نسائية ماكرة تبدو على طريقة (ظهرت سهوا) وكان في كل محادثة يرى عضوا من جسدها بدء من ذراعها إلى رقبتها ثم صدرها وخصرها حتى رأي بصدفة حقيقية وركها و(الشورت) فاخبرها انه متى ماتمكن من رؤية ساقيها ستكتمل الصورة ويحدد موقفه فقطعت الاتصال

. اتفقا على الزواج وبدأ بترتيب الأمور وحددا يوما لإعلان خطوبتهما ويوما اخر للزفاف وهيأ نفسه لانهاء عزوبيته وكان فرحا وسعيدا مثلها لكنها اختفت بعد يومين وبحث عنها في الفيس فلم يجد لها أثرا.. سأل من كانوا أصدقاء لها فانكروا معرفتهم بها ذهب إلى محل عملها واقامتها فانكروا وجود هذا الاسم بين العاملين في المكان ثم ذهب إلى دائرة الإقامة فلم يجد لها أثرا هناك بعدها لعن الفيس وصداقاته والحب ورزم حقيبته وهاجر إلى بلدها الذي هي ممنوعة من الدخول اليه.

***

راضي المترفي

في نصوص اليوم