نصوص أدبية

باسم الحسناوي: ذاب الكيان

باسم الحسناويرباعيات الحسناوي (6)

قليلةُ النومِ مذ صارَ البرتقالُ لها

طَعْماً وشكلاً ودارت دورةَ النغمِ

الليلُ فَرْدٌ من العشّاقِ إنْ رَغِبَتْ

بالنَّوْمِ غازلَ عَيْنَيها فلــــــم تَنَمِ

ليسَ الصَّحيحُ بأنَّ اللهَ أبْدَعَها

من الترابِ ولا جاءت من العَدَمِ

دَعْ عَنْكَ من أينَ جاءت وحسبُكَ أنْ

بخطْوَتَيها استدارت هيئةُ السُّدُمِ

2-

لا تحتسي قهوةً إلا إذا امتزجت

من الحبيبِ بأنفاسٍ من الشَّبَقِ

عليكِ أن تفهمي أنَّ الهوى وطرٌ

من الألوهةِ في ضَرْبٍ من القَلَقِ

قد احترقتُ زماناً في جهنَّمِهِ

ولم تُمِتْني لذا يا غادتي احترِقي

وناوليني رمادَ الجسْمِ مُجْتَمِعاً

لكي أباركَ وجهَ اللهِ في الأُفُقِ

3-

الكافرون وحقِّ اللهِ ما كفروا

إلا بما أدْهَشَتْهم تلكمُ الصُّوَرُ

هذا الجمالُ رهيبٌ في مفاتنِهِ

لذلكَ القومُ تاهوا عندما نظروا

أعِدْهمو أنتَ للإيمانِ ثانيةً

بأنْ ولو بعضَ وقْتٍ يأفل القمرُ

أقولُ هذا وإنِّي لسْتُ مُقْتَنِعاً

بأنْ تدومَ حياةٌ حينَ تَسْتَتِرُ

4-

ما عنديَ العلْمُ تفصيلاً برَوْعَتِهِ

بل مُجْمَلٌ كلُّ ما أدري ومُخْتَزَلُ

أجيئُهُ وأنا ذاوٍ بعاطفَتي

حتى إذا نظرَتْ عيناهُ أنْفَعِلُ

قطعْتَني أنتَ عن أهْلِي وعن نَسَبِي

سلالَتي بكَ دونَ الناسِ تتَّصلُ

زِدْني انفصالاً عن الدُّنيا بأجمعِها

فقد أزيدُ اتِّصالاً حينَ أنْفَصِلُ

5-

سفَحْتَ أنتَ دمي أم فادحٌ فدَحا

أمْ دونَ قصدٍ أسالَ النزفَ من نزَحا

هذا الفؤادُ كتابٌ لستُ أشْرَحُهُ

فربَّما فتَكَ المَغْزى بمنْ شَرَحا

أريدُ أنْ تَرْقُصَ الدُّنيا على نَغَمٍ

ما بينَ أسْطُرِهِ يَخْفى إذا اتَّضَحا

دَعِ المقاصِدَ تَجْرِي مثلَ أحْصِنَةٍ

فقُلْ إذا جمحَت هذا الهَوى جمَحا

6-

يموتُ بتلكَ الكأسِ يشربُ سمَّها

كسقراطَ والطيفُ المراودُ نادلُهْ

على أنَّه إن ماتَ فالحبُّ منهلٌ

لمن سوف يأتي، لن تموتَ مناهلُهْ

تدلى من الأفقِ البعيدِ بكأسِهِ

تموجُ بها مثلَ السلافِ شَمائلُهْ

أنا لستُ أبغي الكأسَ من خيرِ عاشقٍ

فقد أذهلتني بالضياءِ أناملُهْ

7-

إن شرحت الجمالَ مات الجمالُ

لا تفصِّل بل يحسنُ الإجمالُ

خنتَني أنتَ حين أعلنتَ أني

بين نهديكَ يا حبيبيَ خالُ

لا أريدُ الوصالَ بل قل وداعاً

نفس هذا الوداعِ عندي وصالُ

ذاك أني أراكَ في كلِّ شيءٍ

حين ودَّعْتَني وهاجَ الخيالُ

8- 

حبيبي إن عرجتُ فلا حجابا

وإن شئتُ الشرابَ فلا شرابا

شرابي ليسَ أن أُسقى خموراً

ولكن أن أهيمَ فلا إيابا

أتسألُ عن إهابي ما إهابي

فقد ذابَ الكيانُ فلا إهابا

سأعتصرُ الوجودَ بقبضِ كفِّي

لكي أتملَّكَ العشقَ اغتصابا

9-

تقابلُني بالصدودِ وأرضى

لأنَّ صدودَك جمُّ الغرامِ

بربِّك زد في الصدودِ صدوداً

وإن شئتَ كافِئ بضربِ الحسامِ

لقد وزَّعَ اللهُ رزقَ الجمالِ

لك النصفُ والنصفُ بين الأنامِ

وحتى الذي هوَ نصفٌ لهم

إليكَ يؤولُ ففُزْ بالتَّمامِ

10-

سماواتٍ تكونُ أكونُ فيها

مداراتٍ وأبتكرُ الهلالا

سأرجمُ كلَّ من يرقى إليهِ

ليكتشفَ المفاوزَ والتلالا

على سفُنِ الفضاءِ حقدتُ جداً

بما شاءت إلى القمرِ ارتحالا

لقد جعلتهُ أحجاراً ورملاً

وقد قتلت بهِ السحرَ الحلالا

12-

لدى نهديكِ معنىً معجميٌّ

ضئيلٌ بالقياس إلى السياقِ

أقبِّلُ ناظراً للجسمِ كلاً

بتجميعِ الجناسِ إلى الطباقِ

فأينَ النازفونَ دماً عبيطاً

جُزِيتُم عن مسيلِ دمٍ مُراقِ

يهونُ لأجلها قتلٌ وصلبٌ

ويكفينا العناقُ على العناقِ

13-

 

قوافيَّ اللواتي هنَّ حفلٌ

نسائيٌّ ذكرنَكِ في النساءِ

فقلنَ أجل عرفناها فتلكَ

المليحةُ غادرت مدنَ الرَّخاءِ

إلى مدنٍ من الكلماتِ تُبنى

وفيها الناسُ خلقٌ من هواءِ

صدقنَ فأنتِ في رئتي هواءٌ

كذلكَ أنتِ موسيقى غنائي

14-

خطبناكم وقد كنا شباباً

ووافقتم علينا في المشيبِ

أبيتم كلَّ ما قلنا وكنا

مسيحاً ثمَّ همتم في الصليبِ

لنا بصدودكم صدرٌ رحيبٌ

وأجلبتم على الصدرِ الرحيبِ

إليكم تصعدُ الصلواتُ منا

وينزلُ منكمو مطرُ اللهيبِ

15-

أنا لستُ أبكي وإن كنتُ أبكي

ولكنَّني ضاحكٌ بالدموعِ

طريقي إليكَ طويلٌ طويلٌ

ومختزلٌ لو سلكتُ ضلوعي

جعلتُ هواكَ فراشاً وثيراً

لماذا إذن فرَّ مني هجوعي

أنا راحلٌ من هواكَ إليك

بنفسِ الرحيلِ يكونُ رجوعي

16-

فرحاً أن غدوتَ أنت حبيبي

راقصاتٍ سعت إليك الجبالُ

طلبت أن تجود أنت عليها

بحنانٍ كأنَّها أطفالُ

هنَّ أوتاد هذه الأرض لكن

هنَّ يعلمن أنَّ وجهكَ آلُ

وإذا لم تجد بآلكَ فالأرضُ

قفارٌ وكلُّ عيشٍ محالُ

17-

نعم ملحٌ أجاجٌ بيد أنا

شربناكم وإن ملحاً أجاجا

لقد كسدَ الغرامُ فلا سبيلٌ

لأن تُعطى بضاعتُهُ الرَّواجا

فليسَ هناك حبٌّ بل لجاجٌ

أحبٌّ وهو نحسبُهُ لجاجا

يناجيني الحبيبُ وحينَ تُعزى

مناجاةُ الحبيبِ هو المُناجى

18-

رباعيّاتُ حبي أذهلتْني

لأنكَ أنتَ شاعرُها الحقيقي

أسيرُ ولستُ أطلبُ من مسيري

سوى أني أسيرُ على الطريق

وأحتفرُ القليبَ ولستُ أبغي

سوى قذفي بمهواهُ العميقِ

كيوسفَ حين في بئرٍ تهاوى

تلقّى قبلةَ البئرِ الصديقِ

19-

كأحلامٍ صغارٍ للفقيرِ

تمنِّيني بثغرٍ مستديرِ

أتحسبُ ساذجاً قلبي فقلبي

خبيرٌ في خبيرٍ في خبيرِ

أحبَّكَ ألفَ حبٍّ قبل هذا

وبانَ المكرُ في الحبِّ الأخيرِ

أنا كالنحلِ أعطي الشهدَ لكن

سألدغُ من سيدنو للقفيرِ

20-

جميلٌ أن تعيشَ بلا حبيبٍ

ولكن لن تكونَ فتىً نبيا

فنل ما شئتَ من مالٍ وجنسٍ

ستأتي نادماً يوماً إليّا

سأبصقُ في إناءٍ أنتَ منهُ

شربتَ وألعنُ القلبَ الخليّا

بما صيَّرتَ قلبَكَ بيتَ أفعى

وجئتَ تريدُ عطفاً من يديّا

21-

لأنَّ الناس فيضٌ من عطائِهْ

لهم ولعٌ بخمرٍ من دمائِهْ

لقد حرموهُ ماءَ النهرِ يوماً

فراح النهرُ يبكي عند مائِهْ

فقالَ لمَ البكاءُ وأنتَ نهرٌ

تعجَّبَ كلُّ نهرٍ من وفائِهْ

هنا نهضَ الفراتُ وقال حسبي

وأمَّ الحربَ بين يدَي إبائِهْ

 

22-

أتسقينا الخمورَ ونحنُ خمرٌ

فأنى سوفَ نشعرُ بالمَذاقِ

وكيفَ ونحنُ بدرٌ تبتغي أن

نغازلَهُ هلالاً في المَحاقِ

رُزِقْنا دونَ كلِّ الناسِ وجهاً

ترفَّعَ عن صفاتِ الإرتزاقِ

بأنفسِنا تغزَّلنا ورُحْنا

نطارحُها المواجدَ باشتياقِ

23-

تناسلَ آدمٌ وأتى الأنامُ

فآباءٌ وأجدادٌ عظامُ

وحربٌ بعد حربٍ بعد حربٍ

إلى أن في الوغى ارتجلَ القتامُ

بإيقاعٍ رهيبٍ قال شعراً

حماسياً لينتفضَ الحسامُ

رأيتُكِ في بريقِ السيفِ طيفاً

كعنترةٍ وفاجأني السَّلامُ

 

24-

تقوى على تقوى يكونُ أثامُهْ

أعلامُ كلِّ فضيلةٍ أعلامُهْ

فعلامَ أنتَ تقولُ ضلَّ وما اهتدى

في حين كأسٌ لا تفيقُ إمامُهْ

صلوا وصاموا والعبادةُ منهمو

برئت ونعمَ صلاتُهُ وصيامُهْ

في وقتِ كلِّ عبادةٍ قامت تؤذِّنُ

بالصلاةِ مع الخشوعِ مدامُهْ

25-

يريدُ الفتى حباً فريداً يزاولُهْ

ويعلمُ أنَّ الحبَّ لا شكَّ قاتلُهْ

له الشكرُ من قد كان نذلاً وواشياً

فلولاهُ لم تظهر هناكَ فضائلُهْ

ومذ كانَ صبٌّ كانَ واشٍ وعاذلٌ

فلم ينتفع واشٍ وقد خابَ عاذلُهْ

هو الآنَ صفرُ الكفِّ من أيِّ ما حبا

به اللهُ إلا القلب والقلبُ باذلُهْ

26-

حرصتُ عليكَ بصرفِ القليلِ

كصرَّةِ مالٍ بجيبِ البخيلِ

جمالكَ أوسعُ من قارةٍ

وأكبرُ من عالمِ المستحيلِ

أنا لستُ أسلكُ قطُّ إليكَ

سبيلاً لأنَّكَ عينُ السبيلِ

ولستُ أريدُ دليلاً عليكَ

لأنَّكَ أنتَ دليلُ الدَّليلِ

27-

في لهيبِ الفؤادِ أنتَ تقيمُ

ذا لهيبٌ على النعيمِ نعيمُ

فيهِ ما فيهِ من جنانٍ وحورٍ

وخمورٍ مزاجُها تسنيمُ

فتربَّعْ على الفؤاد مليكاً

ومرِ الناسَ فهو عرشٌ عظيمُ

تجدِ الناسَ يركضونَ سراعاً

لك مما استفزَّ خطبٌ جسيمٌ

28-

إن تشأ أن أموتَ ألفاً وأحيا

يا حبيبي فليسَ ثمَّةَ بأسُ

ليَ فخرٌ بأنني بيتُ أصنامٍ

وفي كفِّكَ الرهيبةِ فأسُ

أنتَ أسُّ الجمالِ من أوَّلِ الخلقِ

وإني لأقدسِ الحبِّ أسُّ

ليس للإنس حسبُ هيامٌ

فيك فالعاشقونَ جنٌّ وإنسُ

29-

كلَّما مازجت لبابي وطافت

في خيالي خمورُكَ الخندريسُ

نشبت ملء الكائناتِ حروبٌ

تجرفُ الكونَ حين يحمى الوطيسُ

فعجيبٌ أن لا ضحايا لدينا

بل لدينا عروسةٌ وعريسُ

كلُّ شيءٍ أتى لحفلِ زفافي

ولذا هنَّأ الخميسَ الخميسُ

30-

على رمحٍ يطوف الأرضَ رأسُهْ

وقطبُ الكائناتِ الآن رمسُهْ

على أنَّ الشموس وإن أضاءت

فتمنحها حياةَ الضوءِ شمسُهْ

لقد خلقت نفوسٌ من رغامٍ

فأعطتها بريقَ التبرِ نفسُهْ

هياكلُ تعبدُ الأصنامُ فيها

ويهدمُها مدى الأزمانِ فأسُهْ

31-

بلا فرقٍ مدحتُكَ أو ذممتُكْ

بأشواقي إلى صدري ضممْتُكْ

تردَّدَ فيكَ أهلُ العشقِ غيري

ووفَّقَني الإلهُ بأن حسمْتُكْ

تؤمُّ عبادتي في كلِّ وقتٍ

ويشتبهُ الأنامُ بأن رجَمْتُكْ

لكي لا يحسدوا صبَّينِ ذابا

بحبِّهما سأهتفُ: كم سئِمْتُكْ

32-

شكراً لقبلتكِ الرهيبةِ إنَّها

للمسجدِ الأقصى هي الإسراءُ

أنا لستُ محتاجاً سنيَّ معمِّرٍ

فمزيدُ عمرٍ هذه الأرزاءُ

أحتاجُ نصفَ دقيقةٍ لعناقِنا

كيما تبارك حبَّنا الجوزاءُ

ولكي تكونَ الأرضُ أكثرَ رفعةً

فتطأطئَ الرأسَ المليكَ سماءُ

33-

دعيني لا أريدُ صلاحَ نفسي

بماذا سوف ينفعُني الصَّلاحُ

ليَ النفسُ التي اقترفت ذنوباً

فنادى اللهُ فيها لا جُناحُ

مساءاتي، صباحاتي سواءٌ

فذا ليلُ السُّلافِ وذا الصَّباحُ

فكم حربٍ نموتُ بها وقوفاً

وترثينا الصوارمُ والرِّماحُ

34-

لم نعش بعدُ حينَ بانت سعادُ

قتلَتْنا من بعدِها الأحقادُ

وصحيحٌ أنَّ الغيومَ تتالت

فلدينا ماءٌ وفيرٌ وزادُ

بيدَ أنا نموتُ جوعاً إليها

وإذا متنا فالفراغُ الحدادُ

كلُّ هذا الوجودِ قبرٌ كئيبٌ

في ثراهُ تعذَّبُ الأجسادُ

35-

ما تقولينَ لو نثرتُ كياني

كورودٍ على رؤوسِ الحسانِ

ما تقولينَ لو جعلتُ القوافي

ككؤوسٍ رشفْنَ ثغرَ الدنانِ

ما تقولينَ لو حياتي بصدرٍ

كنتُ قايضتُها وطعنِ سنانِ

اطعنيني برمحِ حبٍّ عنيفٍ

ثمَّ قولي الرثاءَ في عنفواني

36-

ويح قلبي يفرُّ منكِ فرارا

يقطعُ البيدَ خائفاً والقفارا

أيُّ نفعٍ من الهروبِ إذا ما

طرقاتي تخونُ خطوي جهارا

عاقلاً صرتُ فاعتقلتُ فؤادي

ثمَّ صيَّرتُهُ سُلافَ السكارى

فأنا الآنَ لم أمت بعدُ لكن

صرتُ وِرْداً مقدَّساً ومزارا

37-

لقد همَّ ليلاً بذبحِ القوافي

ليطعمَ أكبادَها للسُّلافِ

ففرَّت بعيداً وقالت حنانيكَ

كيفَ تهمُّ بذبحِ خرافي

فقالَ ارجعي.. قالتِ الخوفُ باقٍ

من الذَّبحِ.. قالَ ارجعي لا تخافي

سأذبَحُ للخمرِ إحدى الصَّحارى

فإنِّي ملكتُ قطيعَ الفيافي

38-

 

أنا أقبضُ الجمرَ.. ثلجاً أحسُّ

بكفِّي وإن كانَ جمرَ الغضا

شربتُكَ ماءً قراحاً زماناً

طويلاً فأسألُ كيف انقضى

نحسُّ بلذّاتِنا عندما

تنتهي وتكونُ زماناً مَضى

لَطلَّقْتُ دنيايَ لو لم تكن

حبيبي كما فَعَلَ المُرْتضى

39-

معي تَشْعُرِينَ بكلِّ كيانِكِ

أنَّكِ أصْلُ الجَمالِ الفَريدُ

فأيْنَ الغَرابةُ لو صرْتِ لحْناً

ورحتُ أنا طرَباً أسْتَعيدُ

جمالُكِ ذو رقَّةٍ حينَ ينأى

وإنْ هوَ يدنو فبأسٌ شديدُ

طَرَدْتِ الفؤادَ وبَيْتَكِ أضْحى

فقد ضمَّكِ الآنَ بَيْتٌ طَريدُ

40-

تريدينَ أن تحفري في الجوابِ

غاراً لترتادَهُ الأسئلَهْ

أنا لستُ أنكرُ أنَّ النبوَّةَ

مهما علا شأنُها مهملَهْ

ولكنْ ألم أكُ قبلةَ نومِكِ

حينَ تصيرينَ لي مقصلَهْ

أنا ميِّتٌ بعدَ ثانيةٍ أو

أقلّ ووزريَ ما أجْمَلَهْ

41-

خطبتكِ من نجمةٍ في السماءِ

فقالت أبوها شعاعُ ضيائي

فحاولتُ إمساكَهُ غير أنِّي

تحوَّلتُ غيماً بلونِ المساءِ

فما الضيرُ قلتُ ورحتُ أحاولُ

رشَّ الخيالِ بزخاتِ مائي

ففوجئتُ أنَّكِ عينُ الخيالِ

برأسي لكوني من الشَّعراءِ

42-

عزيزٌ أن أموتَ بقفرِ حبٍّ

غرستُ بهِ من الإحساسِ غابا

إذا ما قلتُ هيتَ لك احتضنِّي

وإن فُتِحَ الأسى باباً فبابا

لقد صافيتُ أصحاباً قدامى

كما صافت شويهاتٌ ذئابا

لذا يفديكَ أصحابي جميعاً

بمن فيهم فؤادي حينَ ذابا

***

باسم الحسناوي

 

 

في نصوص اليوم