نصوص أدبية

جمال علي ألأسدي: َطْرَسَةُ الخُطُوب

عوَت الوحوشُ وهاجَتِ الأسرابُ

واستحكمتْ في حـيِّنا الأقْـطـــابُ

 

وَغَدَت رِياحُ الشُّؤمِ تَـقْـطُنُ دارَنا

وَتَـمَـزّقَـت عَـن جِـلدِنا الأَثْـوابُ

 

فتَـحطَّمَـت رايـاتُـنا وتَـناثَـرتْ

وتوطَّنتْ في جسمِنا الأوْصابُ

 

قَالوا وقُلتُ أإنَّ روضيَ مُـزهِـــرٌ

وَتَمـايَـلَـتْ  في رَوضَتي الأعنابُ

 

قَد عِشتُ أَزعمُ أنّ  ليليَ مُقمِـرٌ

في جُنحِهِ  يتجَمَّعُ الأصحـابُ

 

وظننتُ زيفًا أن عودِيَ لا يَني

ويُـرى بِـِبابي عُـصبةٌ أنْـخـابُ

 

شَابَتْ بما قدْ عِشتُ سُـــودُ مَفارِقي

وَتَـمَـنَّـعَت عَـن غَـمضِـها الأهدابُ

 

غَشّتْ عُـيونـــي واستَـقالتْ هَيـبَـتـي

واسّـــاقَـطَــتْ فـي ربـعِيَ الأنْـسابُ

 

وَغَدا طعامي حَنظَلًا وَمَشاربي

كَـدرًا وخَـلَّـــى بَـيـتَـنا الأحبابُ

 

كَـأداءُ سيرتُـنا وَرعبٌ حلمُـنا

وَتَرهَّـلتْ مِن ذُلِّـنـا الأشـنابُ

 

ولقد عجبتُ لِـمَ الخطوبُ تَـودُّنا

ولِـــمَ استحلَّ دماءَنا الإرهابُ؟

 

هل شدَّني وَلعُ الجَوى أم راقَ لي

صَلَفي وما  أغرى بِنا الأحْزابُ؟

 

أبصرتُ ربيَ واشتهَتْ نفسي الهَوى

وَنَـمـا جُـحـودي وانْـجَـلـتْ أنْـيـابُ

 

أيضيعُ عبدٌ إثمُهُ بلغَ الزُّبى

ولــهُ إلٰــهٌ عَــفـوُهُ غــلَّابُ؟

 

مـنْ غيرُكَ اللــهمَّ يغـفِرُ زلَّـتي؟

بِــحِـمــاكَ  إنّـــي لائـــذٌ أوّابُ!

 

فَـاغْـفِـرْ لـعبـدٍ قـد أَتـاكَ بِـذلِّــهِ

مُـتَـأبِّــطًـا قَـوْلًا  "أنـَا التَّــوّابُ"

***

جمال علي ألأسدي

٣/٧/٢٠٢١

 .............................

* مهداة لصديق عزيز أوحى الي روح القصيدة.

 

في نصوص اليوم