نصوص أدبية

إباء اسماعيل: أوراقٌ في مَهَبِّ الغُربة

إباء اسماعيلالغُربَةُ تَفْتَحُ نافذةً

لِجَحيمٍ يغْزو شُرُفاتِ الرّوحْ...

الغربةُ ؟!

كيفَ تُواسيني

في وَطَنٍ

أخْرُجُ مِن قبْرِ برودتِهِ

كي أصرُخَ :

" آهٍ يا وطَني المَذْبوحْ" ؟!!

**

الغربةُ ،

مِنْ شَهْقةِ غَيمٍ

تُمْطِرُني ماءً وحَنينا ...

الغربةُ تنْقشُني

بسيوفِ الثلجِ شتاءً

وتُذَوِّبُني في الصَّيفِ

شَقائقَ نُعْمانٍ

تعْزِفُ لحْنَ أمانينا ..

**

الغرْبَةُ كالمَوتِ

تُغَلِّفُ أجْزائي

بفَداحَةِ أوطانٍ

فيها برْقٌ ورعودْ..،

كالعشْقِ الهادرِ يغْسلني

برحيقِ ورودْ ..

**

الغربةُ تمْحونا...

لتصيرَ ملامحُنا ،

ورقاً محْترِقاً

منّا أو فينا !..

صَلواتٍ نتْلوها

في غُربَةِ أوطانٍ

مَسْبيّةْ ..

 يا زمنَ الغُربَةِ

كيفَ تُخبِّئُنا

تحتَ جناحِ

الأُمْنيةِ المنْسيّةْ ؟!..

**

الغربة أمٌّ وهْميّةْ

كيفَ تُهَدْهدُني

كيف أُهَدْهدُها؟

كيف تُشاطرُني بعضَ جَحيمي

كي أخرُجَ منها للنُّورِ

و أُخرِجَها؟!

**

يا علَمَ الوطَنِ المجْروحِ

تَفيّأْ غُربَتَنا ..

عَلِّمْنا

كيفَ نصيرُ زهوراً

فوقَ جبينِ الشُّهَداءِ

لتُزهِرَ تُربَتُنا ! ..

**

الغُربةُ عشْقٌ،

 محْضُ صلاةٍ

مُتْرَعةٍ

 بالسَّفَرِ الأبَديْ...

 ونجومٌ تسْكبني فيها

روحاً لِفُراتٍ 

 وَتُفَتِّحُ أوراقي

لصَباحٍ كَوْنيْ...

 و حكاياتٌ تصْحو

كبساتينِ لُغاتٍ

تسْقيني شَغَفَ الحرفِ

 وأسْرارَ الأخْضَرِ

في النَّبْضِ العرَبيْ..

**

كَمْ أحلُمُ

أنْ أتمدَّدَ

فوقَ العُشْبِ الأخضَرْ..

ترْقصُ في روحي الأشْعارْ..

في وطنٍ

 يكبرُ فيَّ جموحاً

روحاً، قُبُلاتٍ

أحْملُها للأطْفالِ الأقْمارْ...

حلُمي طفلٌ يكْبرُ

حُلْمي يَتَكَرَّرْ ..

يا برْعُمَ أوطانٍ

تَتَحرَّرْ ..!

**

تَتَبَعْثَرُ أوراقي

فوقَ ضِفافِ النَّهْرِ

 ينْابيعَ سماءْ ..

حَرْفٌ يُصْبِحُ

مَجْرى نهْرٍ

وقصيدةْ ،

وحُرُوفٌ تُصبِحُ

أزْهارَ دماءْ...

***

شِعر: إباء اسماعيل

 

في نصوص اليوم