نصوص أدبية

صادق السامرائي: تُحاصِرُنا الحَياةُ!!

صادق السامرائيتُحاصِرُنا الحياةُ كما أرادَتْ

وتَرْميْنا بأحْداثٍ أمــــــاتَتْ

 

كأنَّ مَصيرَنا حَتفٌ تُرابٌ

وإنَّ وجودَنا صُورٌ تَوالَتْ

 

وفــــــــي نزَقٍ لأنْهارِ انْتِهاءٍ

مَضى بَشَرٌ كأوْماضٍ تَخابَتْ

 

إذا بَرَقتْ مَحاسِنُها لبَعْضٍ

تُجاهِرُهُمْ بخافيَةٍ أكادَتْ

 

وُجِدْنا في حَياةٍ لاسْتلابٍ

وتَأهيلٍ لنائبَةٍ أصــــابَتْ

 

تأجّلَ مَوْتنا فالسَعْيُ مَـــــوْتٌ

كأنَّ الأرضَ مِنْ بَشرِ تشاكَتْ

 

سَمِعْتُ لهُمْ صُراخاً في ثَراها

فأرْعَبَني وما فَتِأتْ تَقاسَتْ

 

كَثيرُ جُمُوعِها دُحِسَتْ بتُربٍ

وإنّ قليلَها وَثَبَتْ فخابَتْ

 

شَرائِعُ رِحْلةٍ كُتِبَتْ عَليْنا

تُرَقِّدُنا على سُرُرٍ تَحامَتْ

 

وما عَرَفَ الأُناسُ بها جَديداً

تُبدِّلُ ثَوْبَها وبنا تَصابَتْ

 

وإنّ كيانَها وَحْشٌ هَصورٌ

يُداهِمُنا إذا غَضَبَتْ وجاعَتْ

 

جَنَيْنا مِنْ مَواكِبها وجيْعاً

يُبدِّدُ رَغْبَةً عَصَفَتْ وثارَتْ

 

تَرَدّى حَيُّها في قاعِ عُتْمٍ

وما ندِمَتْ ولا يوْماً أغاثَتْ

 

هيَ الأرْضُ التي مِنْها أتيْنا

تُمَزِّقُنا بأنْيابٍ تواصَتْ

 

وتَنْثرُنا بغابٍ مُسْتهابٍ

وتَفرِزُنا وإنْ رأفتْ أغارَتْ

 

على بَعْضٍ تُحَشِّدُنا فَنُرْدى

كأغْصانٍ إذا جَفّتْ تهاوَتْ

 

تُخادِعُنا وتُغْريْنا كصَيْدٍ

بإطْعامٍ وقدْ حَبَضَتْ فصادَتْ

 

تكهَّلَ بَعْضُهمْ واليَفْعُ غابوا

وما عَلِمَ الحَصيفُ بما أثارَتْ

 

تُعمَّرُ في مَرابِعِها الخَطايا

وتُهْلِكُ طيّباً يومَ اسْتضامَتْ

 

عَجائبُ رحلةٍ في بَحْرِ غيْبٍ

وإنَّ الغَيْبَ آراءٌ تصادَتْ

 

وإنّ المَوتَ إصْماتٌ لفِعْلٍ

وتَعْطيلٌ لنابضَةٍ أعانَتْ

 

فبَعْدَ المَوْتِ مَجْهولٌ بَعيدٌ

وإنْ بَقيَتْ عِظامٌ أوْ أشارَتْ

 

فكلُّ وَديْعَةٍ فَقدَتْ سِماها

فهذا التُرْبُ أحياءٌ تفانَتْ

 

أ تأكُلُ أرْضُنا خَلقاً عَلاها

ومِنْ شَرهٍ نَجيعاً ما أراقَتْ

 

لماذا إحْتَستْ خمْراً دِمانا

وفي عُصُرٍ مِنَ الإدْمانِ فاقَتْ

 

تُعَللنا بأوْهامٍ وخُسْرٍ

وتَنْهرُنا وتَسْجُرنا ففازَتْ

 

هيَ الدُنْيا سَرابٌ أو ضَبابٌ

نُطاردُها وكمْ كسَبَتْ ونالَتْ

 

فكنْ فيها كضَيْفٍ مِنْ ضِياءٍ

يُنوّرُ بُقْعةً خَمَدَتْ وعانَتْ

 

وإنَّ اللهَ عُنوانٌ لفَجْرٍ

يُؤمِّلنا بآتيةٍ تَسامَتْ

 

مَلأنا كأسَنا شُرُبَ انْثِمالٍ

وسَكْرتُنا إذا وفَدَتْ تمادَتْ

 

عَقائدها بها الأحداثُ باحَتْ

لتَسْجُرنا وكمْ فينا اسْتقادَتْ

 

مَعالمُ جَهْلِنا بَرَزَتْ قِواها

تذكِّرُنا بمَعْلومٍ أضاعَتْ

 

فهلْ طفَحَ الوعاءُ وما تَعافى

ومِنْ وَجَعٍ على وَجَعٍ أفاضَتْ

 

تَساءَلَ حيُّها والنارُ أجَّتْ

بأعْماقٍ مَداركُها تَعامَتْ

 

تَعاصَفَ بَيْنُها والخَلقُ يُدْحى

بأفْواهٍ إذا سَبَغَتْ تعاوَتْ

 

ومِنْ شَغَفٍ بزائلةٍ وبُهْتٍ

تَعاظمَ إثْمُنا وبنا أناءَتْ

 

شُخوصٌ في مَواطِنِها اسْتَحالتْ

كمِصْباحٍ إذا انْطفأتْ توارَتْ!!

 

نُغادِرُها إلى أمَدٍ بَعيدٍ

قَصيْرٌ عُمْرُنا وبِنا اسْتعانَتْ!!

***

د. صادق السامرائي

26\7\2021

 

في نصوص اليوم