نصوص أدبية

ليث الصندوق: في التشابه والاختلاف

خمسة آلهةٍ جلسوا ينتظرون على مصاطب المحطة

بين حكمة وأخرى

يكسرون المللَ بمطرقة التأملات

ينظرون إلى السماء

فتثقبها نيران نظراتهم

ويتساقط من ثقوبها الملائكة والشياطين

**

جلسوا متحابين متجاورين

وأتباعهم خارج المحطة

يتراشقون بالتأويلات

ويعتزلون عن بعضهم ببطون الأباريق

**

كلّ إلهٍ يضعُ بين رجليه حقائبه

ومن ثقوب مفاتيحها

تتسللُ أحصنةُ الفاتحين

وعدا عمّا قضمته نصوص كلّ منهم من لحم الآخر

فقد بدا الآلهة متشابهين

بوجوههم التي

تنضح من تجاعيدها دماء ضحايا الفتن

وبأثوابهم المنسوجة من دخان الحرائق

وأعمدة الغبار

**

حين همّوا الركوب ببطاقة واحدة

في القاطرة التي لن تأتي أبداً

لم يعترض ناظرُ المحطة

فهم خمسةُ توائمَ سياميةٍ بجسد واحد

**

في المحطة التالية

كان آلهة آخرون ينتظرون

فظنّ المسافرون أن المصاطبَ أشجارٌ مثمرة

أما ناظرُ المحطة

فقد مَاعَتْ عيناهُ على خديه

وبللتْ قميصَهُ بالحِيرة

**

كلما تعددتِ المحطات

كان هناك آلهة آخرون متشابهين ينتظرون

وكانت هناك حِيرة

يمطّها جرّاً وسحباً بينهم النظّار والمسافرون

ويُحولونها إلى أديان وأساطير

***

شعر: ليث الصندوق

في نصوص اليوم