نصوص أدبية

صادق السامرائي: سناؤكَ!!

صادق السامرائيسناؤكَ مِنْ يَنابيـــــــعِ الفُيوضِ

وذاتُ الكوْنِ في كنهِ الغُموضِ

 

وإنّ البَحْرَ أمْــــواجٌ تَلاحَتْ

تُدافِعُها مُديْماتُ الخُضوضِ

 

كأنَّ المَوْجَ فــــــي وَجَعٍ وأنٍّ

تُألِّبهُ العَواصِفُ بالرُضوضِ

 

وأرضٌ فـــي أباهيمِ انْتواءٍ

تهدِّدُها الكواكبُ بالقبوضِ

 

عليْها كلّ مَخلوقٍ كضَيْفٍ

ومَرهونٍ بتأديةِ الفُروضِ

 

إذا شَنَأتْ تمادَتْ فـــــــي أذاها

وأشْرَتْ أيَّ مُفتَرِسٍ عَضوضِ

 

أراهــــا بِنْتَ أهْواءٍ وسُوءٍ

فكمْ حَفَلتْ بداعيةِ النُغوضِ

 

أ تُسْكِرُنا بأوْهــــامٍ  وهَمٍّ

وتُطعِمُنا بفائدةِ القُروضِ

 

وُجِدْنا في مَرابِعِها ودُمْنا

تواعِدُنا المَنايا بالنُهوضِ

 

وعَيْنً المَوْتِ واعيةٌ مُناها

تُراقِبُنا بسائِقةِ الـــرُبوضِ

 

تتيِّمُنا النوازعُ في هَواها

فتأكلنا بقاسيةٍ مَضوضِ

 

سَئِمْنا مِن مَخاطِرِها وحِرْنا

بغادِرَةٍ أجادَتْ بالرُكــوضِ

 

فواجعُها علينا قــــــــــد أغارَتْ

وما جَنَحَتْ إلى زمَنِ الفُضوضِ

 

إذا هَدأتْ تداعَتْ نَحْوَ أيْنٍ

مُعَزّزة بحاضِنَةِ البُيوضِ

 

فهَلْ بَعثتْ جَحيمُ الكونِ شرّاً

إلى بَشَرٍ بمَألسَةٍ نَضوضِ

 

وقالَ الخلقُ مَهلا كيْفَ كنّا

وكيْفَ جَرَتْ بنا نحوَ الدُحوضِ؟

 

إلهيَ إنّ فحْوانا تبدّى

بحاديةٍ إلى السوءِ البَغوضِ

 

تَتوَّجُنا بباءٍ أو قِناعٍ

فدعْ باءً لشائنةٍ غَيوضِ

 

طغى ظلمٌ وبادتْ أبرياءٌ

ودامَ فقيرُها حَتْفَ الرُموضِ

 

فهلْ جاءتْ بقارعةٍ سماءٌ

وهلْ وثبَتْ على أرْضٍ غَضوضِ

 

وإنّ المَوتَ صيّادٌ لحيٍّ

وسيّافٌ لخاتمةِ  النُفوضِ

 

فهذا الحَيْنُ كمْ أزْرى بخلقٍ

كأنّ الخلق مُنتَزَعُ النُبوضِ!!

 

أساليبٌ تعارضُ مُحْتواها

ومَعْناها تداعى بالنقوضِ

 

فلا شِعرٌ بها أبداً سَيَبْقى

إذا حادَ القريضُ عَنِ العُروضِ!!

***

د. صادق السامرائي

28\2\2020

 

 

في نصوص اليوم