نصوص أدبية

زياد كامل السامرائي: أرارات

زياد كامل السامرائيكنتَ وحدك مَنْ ارتدى الغسق

و شاهدا على الليل حينما طاف على البلاد..

لمْ يتغير شيء

سوى ضجيج الصمت الصاخب

منذ أنْ لسَعَتْ شفاه التنور صباح الأرض

بماءٍ أعمى

منذ أنْ حملتكَ الواح الفُلك

و طافتْ بكَ في أفقِ القول..

و اكتفى سقفها المختوم بحكاياتٍ شتّى

أنْ تعبرَ الأهوال

فجمد هنالك السؤال.

كيف ذُقتَ الليل؟

هل ضحِكتْ في وجهكَ النهارات الغارقة بنكهةِ الملح؟

هل أنجب الثعبان ما يكفي من الألم

لترجمَ الحمام بالهديل

سعفات النخيل !

أنا قلتُ، منذ أول غزالة دخلتْ مخدعها :

- سننجو

بينما الموج يتطاول... يتطاول

ليرى   "أرارات"*  من بعيد يبتسم .

**

أغنية..

وباقة من النعناعِ باقية خلف القلب

سيحملها الطير بمنعطفِ ضُحى

أبهى من شجرة بلوط

تكدّس ظلها، ومات في العراء

**

أصغِ لمحنتكَ أذنْ

وامنحْ من سنيّ عمركَ لمِحنتنا صبرا

لعلَّ مِنْ عَتَبة الأرض إلينا

سيدخل النهر الطويل.. سِحر المواويل

نغرف منها الشمس والتراب

إلهين

وحارس ارتوى من الصباحات قلبه

نامَ على الحلفاءِ...

ينسجُ أحلامه الحرير.

**

ضاق بي هذا الأمل

والمجذاف نحيل

يرفرف في الدجى

لا يأتي بمعجزةِ القرصان الذي أنكرته السلاحف وابن آوى

لكنك تدخل الآن جهة المطر

بالدفوفِ و نسوة البراري.

**

كيف سنرى المسيح من سبع سماوات

مصلوبا

أ سيومىءُ بيديه الباردتين

أنْ انهضوا من أجداثكم !

ما أقسى أن يفتحَ الميّت عينيه

وما أسهل أن يموت حينما يلوّح الطوفان.

***

زياد كامل السامرائي

........................

 

أرارات: جبل عظيم تحيط به أربع دول هي تركيا، أرمينيا، أذربيجان، إيران .. وحسب ما جاء في سفر التكوين "الإصحاح السادس، السابع، الثامن، التاسع" فإن سفينة نوح قد استقرتْ عليه.

 

 

في نصوص اليوم