تنبيه: نعتذر عن نشر المقالات السياسية بدءا من يوم 1/5/2024م، لتوفير مساحة كافية للمشاركات الفكرية والثقافية والأدبية. شكرا لتفهمكم مع التقدير

نصوص أدبية

أسماء شلاش: جُسورٌ عَلَى دَمٍ جَريءٍ

اسماء شلاشدَامٍ أنتَ مثْلُ سَيْفٍ تمخَّضَ من ألفِ جَسدٍ..

وقصيدةٌ للحمامِ أنثرُها..

أحْكيها "للثائرين" قُرْبَ إغفاءةِ القنديلِ..

والنَّوارِسُ تعزفُ في موانئِ مُقْلَتي لَحْنَها

اهترأَ غلافُ الصَّبر، والتحمَتْ بنيرانِكِ وسادَتِي..

لمْ تَهْدَأ الثّورةُ..

وَمِرآةُ الصَّمتِ كسيحةٌ..

كأنَّكَ لم تفهمْني..!

أو كأنّك قدْ بخّرتَ دمي قرْبَ دَوَاتي..

هَيَّا انسحِبْ..! فاللغةُ مظلمةٌ هنا..

وممطرةٌ هناك..

وكَفِّي عصفورٌ تندَّى بدمعتي..

وهذا الوَطنُ كالصّبحِ أحملُهُ..

فالنوارسُ لن تعودَ، لن تعودَ..

 لأنَّ الْبَحرَ من وَجَعٍ.. وتَرقُّبِي أزِفَ في اللحظةِ..

أعرفُكَ..!

صوتُكَ رنينُ النَّدى على غلافِ الزَّهر..

ياوطناً من لوعتي..!

اعبرْ فوقَ دَمي.. فالجسورُ كلُّها تحطَّمتْ..

وعبرَ الغزاةُ قبلكَ، لكنَّهم رقصوا الرقصةَ الأخيرةَ على دمي..

لاتخفْ..! خلفَ المدى سربُ حَمَامٍ..

وتدوينةُ التَّاريخِ مُهٍمَّتي..

قدْ عرفْتُك.. الآنَ، عندما تعلَّقَ قَلْبي بتلكَ الْحِكاية..

والسّيوفُ تثلَّمَتْ، لكنَّ الوطنَ صارَ أنشودةَ البحرِ..

وَصَار قَلْبي أنشودتي..

أستلُ وقتي  هنيهةً، وأقفُ عندَ حاجزِ التَّفْتيش ..

فَمَعي شَهَادةُ "عشقِ وَطَن"..

تربَّى في زيزفونِ الكلماتِ..

خبَّأتَهُ ربيعاً لزمنٍ سيأتي..

سأوقدُ شموعَهُ على عتبةِ الانتصار..

فميلادي في تموزَ، لكنَّ الموانئْ أقفرتْ

والتاريخ أنجب أوغاداً..

هنا.. جيادُنا لم تهدأْ، والرّيحُ صامتةٌ..

والرَّصاصُ على جَسَدي زنابقاً..

تأمَّلْنِي..

أنتَ أنتي..

وأنا ضِلْعُ زيزفونتي..

وَقَلْبي بساتينُ أحزانٍ تنسجُ الرُّؤى غيماً من حنين..

والوطنُ الجريحُ يئنُّ كزجاج تكسَّرَ بين أصابعي..

كنتُ أُصْغي، والرّيحُ لم تهدأْ..

كانَ للثورةِ صهيلُ الاشتياق..

وقلبي على شفا ذاكرةِ قنديلٍ شاحبٍ..

أحملُهُ بيدي اليسرى، وبيدي اليمنى كنتُ أحملُ أحلامَ

الضائعينَ في غَسقِ الحبرِ..

وللبنادقِ في جوفِ الليل لُغةُ السَّعيرِ..

مرَرْتُ عبرَ نافذةٍ هيَّأتُها للنصرِ..

أجلْ..! تغيَّرَ التّاريخُ..

اضغطْ على الزرِّ المجاورِ للحُلُمِ...

قدْ أزهرَ الوطنُ حريةً..

***

أسماء شلاش

 

في نصوص اليوم