نصوص أدبية

أحمد الحلي: النجمةُ البعيدة

احمد الحليتجتهدُ الغوايةُ

لكي تبدو للآخرين كمكسبٍ

وليست فخّاً

وحين تنتبهُ الضحيةُ

يكونُ الأوانُ قد فات

 

تشتاقُ الفحمةُ

لأن تتحوّلَ إلى جمرةٍ

ولا تأبهُ بعدَها

أن تصيرَ رماد

 

بعيداً عن نبعِكِ

لا أملكُ إلا أن أهيمَ

على وجهي في البراري

مثلَ درويشٍ

خانته الرؤى

 

منذُ أن ارتحلتِ

اينعت نبتةُ الصَبّارِ لديَّ

وامتنعَ الجوريُّ

عن إظهارِ براعمِهِ

 

وقفتُ أمامَ المرآةِ

رأيتُ الهمومَ

قد طالت كثيراً بوجهي

تمنيتُ لو أستطيعُ حلاقتَها

كما اللحية

 

منذُ أمدٍ وأنا أغذّ السيرَ

للوصولِ إلى مملكتِكِ السعيدة

سألتُ الدليلَ عن أقصرِ المسالكِ

نكثَ الأرضَ بقضيبٍ في يدِهِ

ثمّ قال : أترى تلك النجمةَ البعيدة

فهي أقربُ مما تُريده

 

كنتُ آملُ أن أبقى

بالقربِ منكِ

أنهلُ من رحيقِكِ الصافي

لا أن تبعثرَني الرياحُ

فتسلبَ من قصيدتي

إيقاعَها والقوافي

 

منذُ أن

خفقت في ساحتي

راياتُ غيابِكِ

توارت بهجتي

لا شيءَ سواكِ

يؤنسُ وحدتي

 

لغيابِكِ

ما عادت العصافيرُ

تزورُ شجرتي

والجراح أدمنتُها

فأضحت نغماً

تعزفُهُ الطعنات

***

أحمد الحلي

 

في نصوص اليوم