نصوص أدبية

مهدي القريشي: بيت العجين

مهدي القريشيفي الجادرية*

وفِي House of Dough بمعنى (بيت العجين)

تنسابُ الموسيقى كعجينٍ سائلٍ على حاشيةِ فنجانِ القهوةِ.

وشمٌ على أوتارِ الحاضرِ،

يسبقه ظلي المطليُ بدوارِ الشّمس،

وقميصي الموشَّى بالصهيلِ

والنعاسِ

والدخانِ المتطاير من بيوتِ ازرارِهِ،

شاهدٌ على كثافةِ شاربيَّ.

 

لكنه ليسَ موسمَ صيدِ الغزلان.

يمكن ان نسميه موسمَ شيخوخةِ

اللحظةِ..

اللحظةُ ليستْ

عصيةً على الحضور.

الشوارعُ مكتظةٌ بالاشجارِ،

والمشاعرُ  مفروشةٌ على الأرصفةِ

والخمرةُ في الرموشِ.

 

أين الـ (منيو)؟

عفواً الـ (منيو) مُمددٌ على الطاولةِ

وتسيلُ من خاصرتهِ العصائرُ الطبيعيةُ

وميلك شيك

والمشروبات المثلجةِ

والسموذي.

 

قلت نبيذاً احمرَ من فضلِك،

تلفتَ لكلِ الاتجاهاتِ وقهقهَ عالياً

حتى امتلأ المكانُ ضحكاً

وما فاض من الضحكِ تسللَ في شقوقِ الجدارِ

وما تبقى انبطحَ فوق رفوفِ الوجعْ.

استعانت إحداهنَّ بهِ على طرد كأبةٍ تأخرَ حبيبُها،

وحين لاذتْ الصبيةْ بفكِّ بكارةِ البابِ،

فضَّ النادلُ بكارةَ حقيبتِها،

اندلقتْ قهقهةٌ مسلفنةٌ لا تشبه

قهقته،

فهوى كطائرٍ خسرَ كلماتِه... ولاذَ بالوقوف.

نَسي ترتيبَ الزبائنِ حسبَ وقاحتِهم

ولَم يستفتِ النساءَ عن لياليهنَّ

المضرّجاتِ بالقبلْ.

ما هذه الفوضى كأن امرأةَ الْعَزِيزِ

تُرَاوِدُ فَتَاهَا.

 

سَخَرتُ من الغمامةِ المنفلتةِ من غيمةِ

امرأة خمسينيةِ يخلو خنصراها من خاتمٍ،

بينما  الهواءُ يعبّئُ ما بين ساقيِها

ويخرجُ رطباً.

جافٌ هذا الكتابُ الذي بين يديَ (لا ملحدينَ في وكرِ الثعالبِ)

هذا قولٌ مأثور

إذن دعوني أتفلسفُ،

لا جميلةَ في حضنِ الرَبِّ،

(لا مهبلَ بدون قطارِ) ،

ولا قطارَ بدون شهوةِ الاندفاع .

لا ابليسَ بدون كهنةٍ

ولا كهنة بدون خطايا.

بَعثرت الخطايا اتكيت النادلِ

وخلخلتْ بروتوكلاتِ الاستقبالِ

واللحظةُ بقيتْ متماسكةً رغمِ سقوطِ الجزءِ

المخفي من جغرافيةِ الأنثى المتلعثمِ في السر..

وبنقراتِ كعبِها العالي

أيقظتْ الإلهةَ من قيلولتِهِ.

 

ماذا بعدُ …

البجعاتُ

فقدنَ البراهينَ على خصوبةِ أنوثتهنَ،

وراودت النادلُ خرافةَ الفكرةِ،

فلم يبقَ ليَّ إلا أن أتابعَ امتصاصَ المرآة

لبكارةِ المرأة الحالمةِ

بمسحِ وشم الخطيئةِ من ثديِها الأيسر

قطفتُ ثديَها مع الوشمِ

وكأني لستُ معنياً

بجفافِ البحيراتِ

وانهزام الموسيقى.

***

مهدي القريشي

.............................

* من مناطق بغداد الراقية

 

 

في نصوص اليوم