نصوص أدبية

صادق السامرائي: بلاد الحرب أوطاني!!

صادق السامرائيبلادَ الحَرْبِ أوْطاني أراها

فمِنْ بُغدٍ إلـــــى يَمَنٍ لَظاها

 

ومِنْ بَرَدى إلى نيلٍ تَواصَتْ

بنيْرانٍ يؤجِّجُهــــا عِــــداها

 

فنَهرٌ صارَ مَرْهوناً بسَدٍّ

وسُودانٌ تُشتِّتُها رُؤاها

 

ومَغْـــرِبُ أمّتي يَسْعى لهَمٍّ

وهَلْ نَسِيَتْ جزائِرُنا فِداها

 

وتونسُ أصْبَحَتْ نِبْراسَ نُورٍ

تَعثَّرَ خَطوُهــا وبَدى حَجاها

 

خليجُ النفطِ مَرْهونٌ مُطيْعٌ

لآتيةٍ وقــــد بَسَطتْ قِواها

 

ثراءٌ دائمٌ يُسْقى بفَقْرٍ

وثرْوةُ نِعْمَةٍ نَقمٌ أتاها

 

مَواجِعُنا يُنَكِّؤها غَريْبٌ

بأهْليْنا فيبْلغنا أذاهــــــا

 

ومِنْ بَرَحٍ إلى جُرْحٍ فَغورٍ

تُعــــــاوِدُنا بقاسِيَةٍ سُعاها

 

مَلأنا جَوفَ أحْضانِ المَنايا

بأعْمالٍ يؤثّمُها هَــــــــواها

 

فــــــلا بُغدٌ تُؤازرُنا بفِعْلٍ

وقد ثكَلتْ مَواطِنُها لِواها

 

ففيْها مَنْ لأطْمــــــاعٍ تَناخى

ودونَ ولائهِ أضْحَتْ حِماها

 

وكلّ ذليلةٍ صارَتْ بعَرْشٍ

وكلّ أصيْلةٍ نحَرَتْ أباها

 

تَتارٌ حيْنَ أحْرَقها توَلّـــــى

ومُنذُ سُقوطِها أجّتْ رُباها

 

خَــرابٌ دائِبٌ بقِوى أصالتْ

فأذْكَتْ في مَرابعِها غَضاها

 

بلادُ الأرْضِ مَنهَلُها عُلومٌ

وإنّ بلادَنا دَمُها سُقاهــــا

 

كأنّ شَبابَها يُهْدى لأخْـــرى

 وقد فازت بما مَلَكَتْ يَداها

 

بنا الأوْطانُ تَرْقى نَحْوَ مَجْدٍ

وفوْقَ رؤوْسِنا وَضَعَتْ أساها

 

بلادٌ ما عَرِفْناها كَجارٍ

تمَزِّقُنا ويَصْرَعُنا كُماها

 

على عُصُرٍ بغابرَةٍ أغارَتْ

تُخالِسُنا وتَضْليلٌ رَعاها

 

مَدارُ وجودِنا قَتلٌ بقَتلٍ

وأجْيالٌ مُهَدّرةٌ دِماها

 

وعَنْ عَرَبٍ يُسائِلنا زمانٌ

وأمٍّ لا تُساعِدُها خُطاها

 

أجيْبي شُعْلةَ العُصُرِ الخَوالي

لماذا أمَّتي داسَتْ عُلاها؟!!

 

رموزُ بَديْعِها طافَتْ بكونٍ

ونثَّتْ في تَألُّقِها شَذاها

 

كأنْدَلُسٍ بما فَعَلتْ تراءَتْ

تَدَحْرَجَ كلّها ودَعى سِواها

 

صُراخُ البيْنِ هدّارٌ مُريْعٌ

يُزعْزع هِمّةً بَلغتْ ذُراها

 

فهلْ هابَ المَكانُ بها زَماناً

فأغْوى مِنْ غَوابِرها مَتاها؟

 

مُعَللتي بإشْراقٍ جَديْدٍ

شُموسُ عَلائِنا في مُنْطَواها

 

تَدورُ بها رَحى الويْلاتِ دَوْماً

وما يَئِسَتْ ولا خَوْفُ اعْتَراها

 

سَتَحْيا أمَّتي رُغْمَ احْتِرابٍ

ويَبْقى نورُها فَيضاً تَباهى

***

د. صادق السامرائي

12\11\2021

 

 

في نصوص اليوم