نصوص أدبية

عبد الامير العبادي: أماني مجنون

عبد الامير العباديسجلْ يا تأريخُ

انَّ مدنَ الترابِ أخاذةٌ حين يتطايرُ

هذا الترابُ

انه يعشقُ الجباه الحرةَ

يذوبُ مع الملحِ، يلقي ضيمنا المؤبدِ

نحطُ على عتباتٍ وزوايا الطرقاتِ

لا نحفظُ لنا من آمالِ الخلاصِ

سوى اننا جُننا بترهاتِ وجدنا المفقودِ

في اروقةِ عتقنا الواهمِ

 

في مدننا، سليبةٌ نظارةُ حسنِ جمالنا

يرافقُ الجنونَ الرجالُ

اراهم يدنون من الاضرحةِ

يتساقطون من العذاباتِ

يرحلون والجنُ رفيقهم الابدي

تلك مصائرٌ غائبةٌ بلا موعدٍ مع الجنانِ

وربما احترقتْ في نارِ الانسانِ

لا فكاكَ لهم انهم في برزخٍ يكوي الجباه

 

لا بشائرَ، قيل هي في تراتيلِ الاوصياءِ

او ثمةَ تناصٍ يعيدُ مجداً لدروبٍ

قالتْ لنا عرافاتٌ عبدناها

انكم في اوديةٍ تمضي مع القتلِ عنواناً

 

على موائدٍ مرصعةٍ أوانيها ذهباً

يجلسُ ثلةٌ من (النجباء)

وفي اقصى الحدودِ

يجتمعُ اطفالُ هذه البلادِ حولَ القمامةِ

رزقهم الموعودُ بمشيئةِ القدرِ

في باحاتِ البلاطِ يزوقُ الشعراءُ

ماتبقى من قصائدِ المديحِ

وعندَ اطرافِ السجونِ تعلقُ رقابٍ

نطقتْ بالشهادةِ (الحريةُ رأسُ مالِ الانسانِ)

 

 

في حروبِ تدعي السلامَ

الغنائمُ نساءٌ وعبيدٌ مخصيون

ومهرجون قوافي وحكواتي

ومعلقةٌ لا لحقوقِ الانسانِ

ورجالٌ يفتون لرئيسِ البلاطِ

كل الاشياءِ مباحةٌ له

تلك وصايا انزلتها ملائكةُ السماءِ

 

لا معنى لفزاعةٍ يدورها

الخوفُ المستدامُ

هو الوحي الذي قيدنا بالانحناءِ

اننا ننتظرُ فكاكَ رقابٍ طوقتها

قيودٌ تمضي معنا قروناً

والشرودُ يتسابقُ معنا دونَ كللٍ

لا احلامَ تجالسنا الفرحُ

والمضي قدماً اعيا جميلاتِ

اردناها ضوءاً، خفتتْ

***

عبد الامير العبادي

 

في نصوص اليوم