نصوص أدبية

سعد جاسم: مَسْـلَخ الـوطـن

سعد جاسمكانَ المشهدُ صاخباً وغامضاً ومُلْتَبساً:

* سيارات نجدة

* رجال اسعاف

وعربات لأطفاء الحرائق

كلها كانت تزعق وتهدر بأصواتِ وأجراسِ الخطر والتحذير

أَزاءَ ذلكَ الصخب اللامعقول:

تساءلتُ: ماالذي حدثَ؟

ياالهي.. ماالذي يمكنُ أن يكونَ قد حدثَ الآنَ؟

وعندما أَخذَ ذلكَ المشهدُ يزدادُ صخباً وغموضاً

وجدتني وبلا خشيةٍ أَو ترددٍ

أُلقي بنفسي في قلبِ المشهدِ

وكذلكَ رحتُ أُلقي بأَوزارِ أَسئلتي على اشخاصٍ

 كانوا يؤثثونَ المشهدَ

بالهمهماتِ والشتائمِ والقاءِ اللوّمِ على الحكومة

والتراجعِ الحضاري للكائنِ البشري

لعدمِ رفْقِهِ بالـ ....................؟

 

كانَ البشرُ المتجمهرونَ قد أصبحوا

من قسوةِ الواقعةِ أَشباهَ مصعوقينَ

وقدْ انتابتهم حالةٌ من الذهول

حتى لكأَنَّهم في شبهِ غيبوبةٍ

من هولِ الحادث

وماخلَّفهُ في أَعماقهم من رعبٍ وانكسار .

وبعدَ التي واللتيا ....و(بطلْعانِ الروح) عرفتُ

إِنَّ ذلك الحادث المُفْزع

 أو تلكَ الواقعة المريعة

هيَ انَّ أَحدَ الفتيانِ المتهورينَ في سياقة السيارات

كانَ قدْ دهسَ (سنجاباً)

أُكرَّرُ : سنجاااااااااااااباً

وكانَ ذلكَ السنجاب

- الذي يبدو أَنهُّ ولشدّةِ غرورهِ وفرحهِ بنفسه -

كانَ قَدْ نسيَ أَنْ يعبرَ الشارعَ من خلالِ خطوط ِعبوِر المُشاة

فابتلاهُ حظُّهُ العاثرُ بذلكَ السائقِ الفتي المتهوِّرِ

فـ (لَطَمَهُ) لطمةً عنيفة

ولهذا فقدْ حدثَ أنَّ إنتبهَ أحدُ الماشينَ لأَشغالِهم

أَو واحدٌ من المُتنزهينَ 

كانَ قَدْ إنتبهَ فجأةً

لهذا (الحادثِ الخطيرِ) في لحظةِ وقوعِهِ بالضبطْ

فتطوّعَ للإتصالِ من خلالِ (سيلفونه) وأَعْني هاتفه النقال،

طالباً إِنقاذَ (السيد) السنجاب

ولذلكَ هُرِعتْ كلُّ تلكَ السيارات والعربات

والعجلات ... والكائنات

الى المكانْ الذي وقَعَتْ فيهِ :

( جريمة اغتيال سنجاب )

 

وبعدَ أَنْ تأَكَدّتُ بالضبطِ مما حدثَ

إِنسحبتُ بهدوءٍ من المشهد

ورحتُ أَنحَبُ وأَنشجُ في داخلي

أَنشجُ على شعبي

الذي يُقتلُ يومياً

روحياً وجسدياً

في مسلخِ الوطن الـ ..........

 

ها أَنا أَتركُ لكمْ حرّيةَ مَلْئ الفراغَ أَعلاه

بما ترغبونَهُ وتُحبّونَهُ وتكرهونَهُ من كلماتْ

وكلمات وكل مَنْ ماااااااااااااااااااااااااااااااتْ

***

سعد جاسم

 

 

 

في نصوص اليوم