نصوص أدبية

باسم الماضي الحسناوي: موتٌ كالزُّجاج

باسم الحسناويبين الصَّبابةِ والقيثارِ أنهمِــرُ

كأنَّما أنا حتى أخمصي مطَرُ

وليتَني كنتُ أمطــــاراً بلا شرَرٍ

بل كلُّ أمطار نفسي ذلكَ الشرَرُ

أظلُّ منهمـــراً مـــاءً بألسنــــــــةٍ

من اللهيبِ وتبقى الأرضُ تنتظرُ

تريدُ أن ينتهي من ودقِهِ مطري

لكي يعودَ إلى إحساسِهِ الشَّجرُ

بأنَّهُ هادئٌ في حضنِ غابتِهِ

يعانقُ الضَّوءَ لا خوفٌ ولا حذَرُ

وأنَّهُ ينجبُ الأقمارَ رائعةً

من فكرةٍ هي في أعماقهِ قمَرُ

وأنَّ أبناءَهُ الأقمارَ ما أكلوا

غيرَ الضِّياءِ فما عقّوا وما فجروا

إن حرَّضَ الكفَّ إنسانٌ ليقطفَها

فليسَ أوَّلَ جرْمٍ يفعلُ البَشَرُ

هم دائماً يقتلونَ الروحَ يافعةً

ويفرحونَ متى ما يوئدُ الثَّمرُ

ويرقصونَ على أنغامِ خيبتِهم

كالميِّتينَ انتحاراً بعدَما قُبِروا

أو كالمياهِ بنهرٍ عاشَ محنتَهُ

في أن تذكَّرَ ملتاعاً قد انحسروا

لا بأسَ في أن يموتوا كالنَّخيلِ فذا

موتٌ إذا ماتَهُ الموتى فقد نشروا

لكنَّهم حينَ ماتوا كانَ موتُهُمو

مثلَ الزُّجاجِ فلا تعجَبْ إذا انكسَروا

**

حقلٌ من الومضاتِ البيضِ في جسدي

سكينةٌ في فضاءِ الروحِ تنتشرُ

حتى المعاركُ ليست بالمعاركِ في

رأسي بل النورُ مثل الخمرِ يُعتَصَرُ

تقولُ لي كيفَ ذا نورٌ وتعصرُهُ

وهل يُعتَّقُ نورٌ حين يُدَّخَرُ

أجل يُعتَّقُ نورُ القلبِ معتصراً

من سدرةِ المنتهى، طوبى لمن سَكَروا

**

نصفينِ منشطراً تبدو فلا تخفِ

السَّيفَ الصَّقيلَ متى ما رحتَ تنشطرُ

معناكَ أوسعُ من كونٍ بأكملِهِ

فكيفَ معناكَ بالشَّطرينِ يُختَصرُ

تحتاجُ خمسةَ أسيافٍ وأكثرَ كي

تشطِّرَ الجسمَ يا من جسمُهُ الوتَرُ

حتى يفيضَ غناءٌ لا تحدِّدُهُ

لكن على كلِّ حالٍ لحنُهُ النَّهَرُ

لم يغترف منهُ كفَّ الماءِ ذو شَجَنٍ

إلا تحاشاهُ هذا الهمُّ والكدَرُ

وصارَ أسعدَ إنسانٍ بعالمِنا

لا ينقضي وطرٌ إلا أتى وَطَرُ

بالرُّغمِ من أنَّهُ الأكوانُ أجمعُها

تمدُّ كفَّكَ لكنْ ما لهُ أثَرُ 

***

باسم الماضي الحسناوي

 

 

في نصوص اليوم