نصوص أدبية

سُوف عبيد: تَباركتِ الأرضُ

سوف عبيدهِيَ الأرضُ قالتْ: كفانِي تَعِبتُ

ويمضِي بدون اِهتمامٍ بَـــــنُوهَا

 

تَباركتِ الأرضُ حُسنًا وخِصــبًا

وفــاتَ الأوانُ ومَـــــا أنــقذُوهَـا

 

هيَ الأرضُ منذُ القديــــم جِنانٌ

وقـدْ عاثَ فــيهَا فَــسادًا ذَوُوها

 

بِرغمِ الجِــراح بـرغم النُّواحِ

تَمَــادَوْا ولا شَعرةً حرّكُوهـــا

 

هيَ الأرضُ…أسلافُنا الأوّلونَ

وبــــدءًا بِفطرتِـهم أنْـــصفُـوهَا

 

زَمانًا.. كمثلِ الفَراشاتِ عِشْنَا

زمانًــا ويا لـــيــتَ دامَ نَزيـهَا

 

فَــــرَاحَ الــــــــغزالُ أليفًا زمانًـا

زمانًا هــيَ الخــيلُ مـا حــمّلُوهَا

 

فكيف الخُيولُ دَعَوْهَا لِسَرْجٍ

وهَلَّا بـغيـر الـعَصـا ذلّـلُوها

 

عِصِيٌّ قَدِ اِعتادَها القومُ كُـــرْهًا

وأخرى معَ الوقتِ هُمْ شرّعُوها

 

وما مَادَتِ الأرضُ يومًــــا ولكنْ

عَلى القَهر والعَسفِ هُمْ عَوّدُوهَا

 

فكـــمْ غابةٍ قَدّمُــــــوها لِنَـــارٍ

وكـــمْ مــرّةٍ أبْحُــرًا لوَّثُــوهَا

 

هِيَ الأرضُ مُزدانةٌ بالفُصول

بشَتّــى الزّهُور إليــــهم تُريهَا

 

ومِعْطاءَةٌ عندَ كلّ العُصــــــورِ

ومَا أمسكتْ مَا عَلــيها وفــيهَا

 

عَصافيرُهــــــا رَفْرفتْ شادياتٍ

هل الشّوقُ والذّوقُ أن يَسْجُنُوهَا

 

هيَ الأرضُ مَهْمَا قَـسَوْنا عليهَا

ومَهمَا سَلكنا ضَلالاً وتِـــــيــهَا

 

نَؤُوبُ إليهَا وإن طالَ عُــمْـــــرٌ

وفِي حِضنِهَا نَحنُ نُلقِي الوُجُوهَ

***

سُوف عبيد

 

 

في نصوص اليوم